تعتبر الخلافات وعدم التوافق بين الاب والأم من أخطر الحالات التي تؤثر على طبيعة النمو النفسي السليم للأطفال لذلك يجب على الوالدين التقيّد والالتزام بقواعد سلوكية واضحة تساعد الطفل على ان ينشأ نشأة سليمة وتوازن نفسي.
ان اتفاق الوالدين على النهج التربوي الواجب ممارسته مع الطفل وتوحيد اهدافهما يلعب دورا مهما في نمو الطفل نموا انفعاليا سليما وتجعل الطفل يتكيف اجتماعيا فاتصالهما ببعضهما ومراجعة تقويم ما يجب ان يتصرفا به تجاه سلوك الطفل تجعل الطفل على قناعة بوجود انسجام وتوافق بين ابويه. وهنا يشعر الطفل بالحب والاهتمام من قبل والديه الامر الذي يسهل عملية الاتصال به وبالتالي يسهل اخذ النصائح والتوجيهات التي يطرحها والداه اليه والالتزام بها.
اما اذا كانا مختلفي السلوك والنهج في التعامل مع الطفل فسيؤثر على حالة الطفل النفسية وقد ينشأ اضطراب نفسي. فعلى سبيل المثال لو ان هناك طفلا في السن الخامسة مثلا وأراد ان يشدَّ انتباه والديه فيقوم باستخدام كلمات اخية الصغير اذا أراد حاجة ما . فتفهم الام ما يريده وتتصرف في أن تلبي طلبه بينما الاب يتصرف بشكل مغاير فيلجأ الى توبيخه على استخدام تلك العبارات التي لا تناسب عمره. وهنا يقع الطفل بين حالتي جذب وتنفير، فالطفل يرى علامات الرضى من قبل امه بينما يرى من الاب علامات الكره وعدم الرضا لهذا السلوك وبمرور الوقت ينشأ عند الطفل حالة من الاضطراب النفسي وبالتالي تظهر حالات عدم الاستقرار ويتجنب الاقتراب من والده وتنشأ حالة من التخوف منه.
الاتصال بين الوالدين والطفل
ان تواصل واتفاق الوالدين والتفاهم سيساعد على رسم خطة متفق عليها فيما يريدانه من الطفل ان يسلكه من سلوكيات وتصرفات. فإذا اراد الوالدان أن يحس الطفل بأن عليه احترام ما تم الاتفاق عليه من قبل الابوين يفضل ان يشاركاه حين يضعا قواعد السلوك الخاصة به فهذا الاجراء يقود الى استشعار الطفل انه قد اسهم في صنع القرار.
وحين يتمرد أو يخرج الطفل عن تلك القواعد فلا ينبغي على الوالدين ان يصفاه بالطفل السيئ بل توجه التهمة الى سلوكه السيئ وليس الى شخصه لكي لا يحس ان شخصه مرفوض مما يؤثر على نمو شخصيته وتكيفه الاجتماعي مستقبلا. وحين يقر هذا النظام لابد من تكراره والتذكير به والطلب من الأطفال ان يكرروه بصوت مسموع.
حين تنادي على طفلك باسمه تليه عبارة ارجوك او من فضلك فهذا يعني انك تطلب منه طلبا مثال ذلك (مريم. ارجوك اجمعي لعبك الملقاة على الأرض وارفعيها في مكانها) أما اذا تقول لها (مريم .. تعالي الى هنا... علقي ملابسك التي رميتيها على الأرض) هذا يعني انك تعطيها امرا..
يستوجب على الوالدين إعطاء أوامر حازمة وواضحة خاصة ازاء سلوكيات غير مقبولة تنافي السلوك الحسن. وحين تقرر الام او يقرر الاب فما على الأولاد الا تنفيذ الامر دون تباطؤ او تلكؤ وهذا مؤشر للحزم في اتخاذ القرار.
متى يعطي الوالدان او أحدهما أوامره للطفل؟
يستوجب عند التعامل مع الطفل ان لا تعطى له أوامر اعتباطية لأي حالة تصرف او عمل يقوم به الطفل انما تعطى الأوامر عند الحالات المهمة والتي يرى الابوان انها تعكس اثارا سلبية على سلوكية وشخصية الطفل. ومن الحالات المهمة والتي يجب التأكيد عليها هي:
يقدم لكمموقع مرتوىمثالاً تطبيقياً في كيفية إعطاء الأوامر
لنفترض أن احد أطفال العائلة واسمه (قيس) يتصف بالحركة والصعوبة في قيادته ووجد انه يقفز على مقاعد غرفة استقبال الضيوف وطلب منه الكف عن هذا اللعب التخريبي ولكي يصدر الا أوامره فما عليه إلا اتباع الأسلوب الآتي:
بعض الآباء لا يمتلكون وعيا كافيا في الاخذ بالانضباط لتعليم أطفالهم على السيطرة على ذاتهم وعلى انتهاج السلوك المقبول وحين يتلق الطفل الحب والانضباط من جانب الوالدين سيتعلم احترام ذاته والسيطرة عليها وبالتالي يتعلم السلوك الحسن المقبول.
الأسباب التي تحول دون تبديل الآباء والأمهات من سلوكهم تجاه أطفالهم