العادات السيئة والتخلص منها


الكاتب: جابر اليوسف -

العادات السيئة والتخلص منها

العادات السيئة وأثرها على صحة الإنسان وطرق التخلص منها

ما هي العادات السيئة

يمكن تعريف العادات بشكل مبسط بأنها أنماط سلوكية أو تصرفات معتادة يمكن فعلها مرارا وتكرارا من غير جهد أو تفكير وقد تكون حسنة وقد تكون سيئة.

وحين ننظر الى الحياة نجد بمجملها عبارة عن عادات. فكثير من التصرفات أو الإجراءات يقوم بها الإنسان دون تفكير بذلك التصرف فمثلا حين يمشي لو فكّر في كيفية المشي وكيف انه ينقل الخطوة وهل ينقل قدمه أم لا وكم يرفع قدمه ومتى يضعها، انه امر صعب عليه وقد يؤدي به الى إخلال توازن جسمه وربما يصرفه عن التفكير باي شيء أخر بيد أن مشيته الطبيعية لا تعدو كونها حركات عادية لذلك تراه يصرف ذهنه الى أشياء أخرى ويجد أن قدماه تنتقل من موقع الى أخر دون أي تفكير بطبيعة حركتها الى حيث أراد الذهاب.

لو كانت حياة الإنسان تتسم بعادات حسنة لأصبح الناس في صحة وسعادة إلا انه ومما يؤسف له أن غالبية العادات سيئة رديئة قد أوردت ضحاياها موارد المرض والتعاسة.

ومن البديهي أن الأمراض وتلك التعاسة لا تصيب الإنسان بشكل عفوي أو اعتباطي ما لم يكن هناك تعدي على القوانين الصحية. فكثير من الناس تصيبهم الأمراض بسبب سوء تصرفاتهم في الحياة مبتعدين عن النظم الصحية مكتسبين عادات خاطئة في الأكل والشرب والملبس والعمل. متناسين أن مثل هذه العادات مجلبة لهم العلل والأمراض.

إن وظائف الجسم بأشكالها وأنواعها تسير بشكل منسق منتظم فكل ما من شأنه تعكير هذا الانتظام والانسجام هو ضار بالصحة وكل شذوذ أو اختلال يعد الأساس في تكوين الكثير من العادات الرديئة. ومن أراد السير في طريق الصحة والسعادة عليه أن يمتحن عاداته ليرى ما كان منها رديئا فيجتنبه أو ينبذه.

تنظيم مواعيد النوم والاستيقاظ

من كانت أوقات نومه غير منتظمة هو عادم النظام في نومه وفي أكله وغير ذلك فالاستيقاظ في ساعة معينة من الصباح يجب أن تكون القاعدة الاساسية ولا يمكن الاستثناء الا ما ندر وكذلك ضبط وقت النوم لا يقل أهمية من ضبط الاستيقاظ. إن من كان مخلا بنومه لا تكون له الكفاية من النوم ولا يكون نومه هادئا مريحا عميقا فلا يستفيد منه. إن الافتقار الى النوم ضار بالصحة والأطفال أشد ضرراً من الكبار.

عادة الاستحمام

حين تتوفر وسائل الاستحمام فاخذ حمام بارد قصير فور النهوض من النوم له أثر طيب في الصحة. لكن ليس بوسع كل شخص أن يأخذ مثل هذه الحمامات لكن الذي يباشرها عليه أن يداوم بشكل منتظم. وليس من المستحسن أخذه يوم وإهماله يوم أخر.

إن الاستحمام بالماء الدافئ والصابون امر لازم في نظافة الجسم فقذارة الإنسان لا تعمل فقط على تنفير من حوله فحسب بل تجلب إليه الضرر الصحي والنفسي، إن اخذ هذه الحمامات بشكل منتظم حتى وان كانت بأوقات متباعدة أو متقاربة وحسب البرنامج اليومي أو الطقس. ولا نريد الخوض في فوائد الاستحمام للجهاز الهضمي والدموي وما له علاقة بعمليات تدفق الدم والهضم إلا انه من المهم التنبيه له هو أن الشخص لا يقدم على الاستحمام إلا بعد الأكل بثلاث ساعات وذلك لان الحمام الدافئ يجذب الدم الى الجلد بعيدا عن المعدة كما يجب التذكير أن الاستحمام في الماء الدافئ يجب أن يكون في أوقات مناسبة وان أخذه في أوقات غير مناسبة هو عادة رديئة تتلف الصحة وتعل الجسم.

عادات الأكل

كثير من الناس متورطون في عادات رديئة فالإذعان لشهوة الطعام واختيار الأطعمة وطريقة طهيها وإعدادها يؤدي الى إتلاف الصحة وانهاك الجسم فالولوع المفرط بالحلويات والأكلات المتبنة وأخذها في بدء الوجبة الغذائية فان الأطعمة الأخرى والتي تكون أوفر غذاءً تبدو غير شهية وغير مستساغة واذا اخذ الحلويات بعد الوجبة نتج عن ذلك البدانة.. أما الإفراط في الأكل وخاصة ذلك الذي يساعد على السمنة وزيادة الوزن فهو من أردأ العادات المتلفة للصحة.

إن تناول الأكلات الحريفة والمتبلة لها اثر سيء فالتعود عليها يفقد الشهية للأكلات تدريجيا والميل للأكلات الأكثر تهيجا أو تنبيها للمذاق كالمشروبات الروحية، أما الشاي والقهوة ومع انهما اقل ضررا من التبغ والخمر إلا انهما من المشروبات المنبهة ولا اثر فيهما للعنصر الغذائي.

إن تناول الخردل والفلفل والبهارات الحريفة هي الأخرى خالية من العنصر الغذائي فهي تهيج الغشاء المبطن للجهاز الهضمي وعند أخذها بمقادير كبيرة يعرقل عملية الهضم وهكذا اعتياد تعاطيها عادة رديئة لابد من الإقلاع عنها.

إن شرب الماء بكثرة أو السوائل الأخرى أثناء الأكل عادة رديئة بسبب أن هذه السوائل تخفف العصارات الهاضمة وتعيق عملها .

العادات الجيدة

ومن العادات الجيدة والواجب الاستمرار بها هي أن يكتنف المجتمعون حول مائدة الطعام جو من البهجة والمرح وان يتم إعداد المائدة بشكل يجعل الطعام شهيا جذابا سائغا كما أن عليهم أن يتركوا كل تفكير سلبي من قلق أو غضب فالهضم الجيد يتوقف على الحالة النفسية والعقلية الجيدة والهضم الجيد عماد الصحة الجيدة.

هناك عادات رديئة مرجعها الإخلال بنظام الأكل وتوقيتاته وهي تعد مسؤولة عن الكثير من الأضرار التي تلحق بصحة الإنسان، فبعض الناس يفطرون والبعض منهم لا يحبذون الإفطار أما اذا كانت عادة عدم الإفطار جيدة أو رديئة فذلك متوقف على الشخص نفسه على وزنه وعلى طبيعة عمله وعوامل أخرى. لكن يفطر يوما ولا يفطر في اليوم التالي أو يفطر فطورا خفيفا أو يفطر في أوقات مختلفة فهذه جميعها عادات رديئة. المعدة السليمة تقوم بوظائفها بأحسن وجه حين تستقبل الطعام في أوقات منتظمة وكميات منتظمة سواء عند الفطور أو عند الوجبات الأخرى.

من العادات الرديئة هي الأكل بين الوجبات الرئيسية وقد يظن البعض ان المسألة بسيطة لكنه بالحقيقة أن هضم هذا الشي البسيط سيحرم المعدة والأمعاء من الراحة وبالتالي جهازه الهضمي والذي تعتبر الراحة جزءا مهما من برنامجه المنتظم وعليه يجب أن لا تقل المسافة بين وجبة وأخرى عن خمس ساعات .

وهذا امر يدعو الالتزام به لسبب أن حركة المعدة الالتوائية نتيجة إدخال الطعام إليها تسبب تمددها الى الأسفل وهذا يساعد الأمعاء الى طرح الفضلات وإن الإخلال بمواعيد الطعام سيؤدي الى عدم انتظام أوقات الذهاب الى الخلاء وربما يأتي في أوقات غير مناسبة تسبب الإحراج للشخص .

افضل وقت لإخلاء الأمعاء هو ان يكون بعد أحد وجبات الطعام مباشرة واذا كان من عادة الشخص التبرز مرة واحدة في اليوم فيكون افضل وقت بعد الإفطار وهنا تأتي أهمية من اعتاد على الإفطار أن يواظب عليه في الوقت الذي اعتاده .

إن عدم الاعتدال بالأكل غالبا ما يورث الجسم الأمراض وان انجع العلاجات هو أن يمتنع الشخص من الأكل وجبة أو وجبتين ليتيح للجهاز الهضمي قسطا من الراحة .

العناية بالأسنان

صحة وسلامة الأسنان من شروط الصحة الجيدة فكثير من مشاكل الهضم يرجع سببها الى الأسنان لذلك يجب الحفاظ عليها وتنظيفها باستمرار وعدم ترك بقايا الأكل بين الأسنان.

من العادات الرديئة والتي يجب تركها هي:

  1. عادة استخدام منديل واحد لكافة أفراد العائلة.
  2. شرب الماء من كاس واحد.
  3. البصق على أرضية الغرفة أو جدرانها.
  4. الأكل بأيد غير مغسولة وربما لا يعلم كم من البكتريا والميكروبات حملتها يداه نتيجة عمله ومسكه أشياء كثيرة.
  5. وضع الأصابع في الفم وهذه عادة اشد خطرا من عادة الأكل بدون غسل اليدين لوفرة ما ينتقل من الميكروبات العالقة في الأصبع.
  6. عادة تقبيل الأطفال عادة يمكن اعتبارها خطرة فيمكن من خلال التقبيل ـن تنتقل الميكروبات من الشخص الى الطفل، احذروا من تقبيل الطفل من على الفم.
  7. عادة سيئة أن البعض يقرا إعلانات عن وصف أعراض شتى الأمراض فيخيل اليهم انهم مصابون بهذه الأعراض فينفقون أموالهم لشراء الأدوية والعقاقير دون تشخيص، كما أن الجهل بمركباته ومفعول عناصره خاصة وان اغلبها يعتمد في تأثيره على الكحولات والمخدرات ولا يدخل فيها إلا قليل من العقار.
  8. هناك عند البعض تفكير سيء بخصوص المرض فيعتقد لا مهرب من وقوع المرض فهو يقول إذا مرضت يعني مرضت وبعضهم يقول لا أموت قبل أن يحين وقت موتي هذه عادات يمكن أن تصد أصحابها عن الوقوف على قوانين الصحة.

إن من الأمور المهمة للغاية وهي غسل اليدين بالصابون فور انتهاء عمليتي التبول والتغوط فتركها بدون غسل يشكل خطورة كبيرة على صحة الإنسان.

الرياضة البدنية الصحية

الرياضة البدنية وممارستها بشكل معتدل لا تفريط ولا أفراط فالإفراط والتفريط من العادات السيئة الرديئة أن رياضة الأعضاء تعود على الإنسان بالقوة والنشاط.

التبغ والمسكرات والمخدرات

التبغ بأنواعه المختلفة وتنوع طرق تعاطيه عادة رديئة وسيئة لما لها من أضرار صحية واجتماعية وأضرارها الصحية معروفة لدا الجميع بما فيهم المدخنون انفسهم لا نريد الخوض فيها لكن يمكن عرض أضرارها الاجتماعية ربما تجعل المدخن يكف ويمتنع عن الإدمان من هذه العادة السيئة فرائحة الفم المقرفة والملابس الممتلئة بالدخان تبعد جلسائه عن الاقتراب منه أو ملامسته واصفرار أسنانه تعكس منظرا غير مقبول كما أن السعال بذلك الصوت الذي يشمئز منه الآخرون.

إن المدخن هو بالحقيقة عبد مسيّر لعادة التدخين وكثير منهم يجد صعوبة في الإقلاع عنه وحين تنفذ منه بضاعته يحاول الاستجداء من شخص أخر بطريقة أو بأخرى ومهما تكون طريقة الطلب فهي استجداء وهذه الحالة من شانها أن تسقط هيبة الشخص وكبريائه وتقلل من قيمته وشخصيته أمام الآخرين أما معاقري الخمرة فشر وبلاء على انفسهم وعوائلهم ومجتمعهم فهم يحرمون انفسهم وأهلهم من المأكل والملبس والمأوى وحين يستفلسون تراهم يندفعون الى السرقات والاختلاس لا نريد أن نطيل فالخمرة تذهب بعقل وتوازن وعقلية صاحبها ناهيك عن امتعاض المجتمع منه والابتعاد عن التعامل معه فهو إنسان منبوذ .

أما عادة تعاطي المخدرات فهي أشرُّ من التبغ والخمر وأعظم فتكاً على متعاطيها.. فتراه منهار القوى فاقد الإرادة وانحطاط في مزاياه الخلقية وجسمه الواهن المنحل عادة يكون فريسة للأمراض والعلل.

ولكي تكّون عادة حميدة أو تبدل عادة سيئة بأخرى حميدة عليك بهذه الأمور الثلاثة:

  1. اقدم على العمل الذي عزمت عليه وتبتغي تحقيقه باول فرصة ممكنة بتدبر وحكمة ورغبة صادقة وعزيمة.
  2. اعد العمل نفسه وبنفس الطريقة في كل فرصة مواتية.
  3. لا تسمح لنفسك بالضعف والتخاذل والانكفاء أمام تصرفات سابقة قامت عليها العادة السيئة والتي تسعى التخلص منها.

المراجع

  • المرشد الطبي الحديث






رائج



مختارات