الصوت في اللغة


الكاتب: غفران اليوسف - - عدد المشاهدات: 877

الصوت في اللغة

الصوت في اللغة العربية

الصوتُ لغةً

"صوّتَ فُلانٌ (بفلان) تَصويتاً، أي دعَاهُ، وصَاتَ يَصوتُ صوتًا، فهو صَائت، بِمعنى صَائح".

"(الصَوت) مَعرُوفٌ وهو اسمٌ يُلزَمُ كُلَ نَاطق من النَاسٍ والبَهَائِم والطير وغيرَهم، يُقال: صَوتُ الإنسانُ والبَعيرُ وغُيرهُما".

والصَوتُ: "وهو جنسٌ لكلٍ ما وَقَرَ في أذن السَامع، يُقالُ هَذا صَوتُ زيدٍ".

الصوتُ اصطلاحاً

عرَفهُ الجَاحظُ بقولِهِ: "هو آلةُ اللفظِ والجَوهرِ الذي يَقُومُ به التَقطيعُ وبه يُوجَدُ التأليفُ، ولَنْ تَكونَ حَرَكَاتُ اللسانِ لفظَاً ولا كَلاماً مَوزونَاً أو مَنثُوراً إلا بظهُور الصوت، ولا تكون الحروف كلاماً إلا بالتقطيع والتأليف".

فالأصواتُ عُبر عنها بعرضٍ تخرجُ من الرئة مع النفس بشكلها المستطيل المتصل بمقطعٍ من مقاطع الحروف سواء كانت من الحلق أو اللسان أو الشفتين.

وعُرّفت الأصوات بأنها اللبنات التي تكّونُ وتشكّلُ وتصمّمُ اللغة أو المواد التي نستطيع أن نُرتّب ونبني منها العديد من الكلمَات والعبارات التي تؤدي بنا الى ما نرمي إليه من الكلام، لذا فان دراسة اللغة لاتقضي دراسة تحليلية لموادها وعناصرها الأساسية التكوينية، وإنما تقتضي كل ما يتعلق بمجامعها دراسة صوتية.

إذاً فالصوتُ ظاهرة طبيعية تتعلق بالجميع، إذ يستطيع أن يدرك من يريد أثره وحقيقته، لذلك أثبت العلماء أنّ كلَ صوتٍ مسموعٍ يستلزمُ وجود جسم يهتز، مع أنَّ هذه الهزات لا تدرك بالعين.

فالصوتُ عمليةٌ حركيةٌ تتم في الجهاز النطقي، وتكونُ عادةً مصحوبةً بآثار سمعية؛ وذلك من تحريك الهواء بين مصدر إرسال الصَوت ومركز استقباله، أي بين الجهاز النطقي وبين الأذن.

أشار الباحثون إلى أن اللغة تتطور بمرور الزمن؛ لان اللغة كائنٌ حي يخضع للتطور والتغير من جيل لآخر، وعندما ينطق المرء بالصوت فانه ينطق الحرف السهل بدلاً من الصعب، فيحسب انه نطق الأصل من الصوت بلا تغيير، نلاحظ من هذه العمـلية أنها لاشعورية لهذا نرى تطور الأصوات بآثارها الواضحة.

وقال ستيسون في الأصوات: "ليس لها وجود مستقل في الكلام"، ويمكن توضيح العملية الصوتية بأنها تتضمن ثلاثة عناصر، هي:

  • وجود جسمٍ في حالة تذبذب.
  • وجود جسمٍ يستقبل هذه الذبذبات.
  • وجود وسطٍ تنتقل فيه الذبذبة الصادرة عند الجسم المتذبذب .

ومصدرُ الصوت هو الحنجرة، فقد أكد العلماء أن الحنجرة هي مصدر الذبذبات التي من خلالها تنشأ الأصوات، وفيها الوتران الصوتيان، فاهتزازهما ينطلق من الفم أو الأنف ثم ينتقل خلال الهواء، والتبويب على هذا الأساس يقسّم الصوتُ هنا على صوتٍ مجهورٍ وآخرَ مهموسٍ.

إن الصوتَ الإنساني ينشأ من ذبذباتٍ ومصدرها الحنجرة، فعند اندفاع النفس من الرئتين فانه يمر بالحنجرة فتحدثُ تلك الاهتزازات التي بعد أن تخرج من الأنف أو الفم تنتقل إلى الهواء على شكل موجات إلى أن تصل الأذن، وإذا كان الوتران الصوتيان مغلقين وحدثت ذبذبة صوتية عند مرور الهواء من الزردمة – وهي المسافة التي تفصل بين الوترين الصوتيين- فان الصوت الذي يكون مسموعاً هو صوتٌ مجهورٌ، وإذا مر الهواء من غير هذه الذبذبة فان الصوت المسموع هو صوتٌ مهموسٌ.

وعند النظر إلى الأصوات بأنها مادة منطوقة مسموعة من متكلم إلى سامع، فلا بد من تفريعه – علم الأصوات – إلى ثلاثة أفرع، هي:-

أ- علم الأصوات النطقي:

يقوم بدراسة الأصوات الصادرة ويدرس مخارجَها وسماتِها وخواصَها النطقية.

ب- علم الأصوات الفيزيائي (الاكوستيكي):

يدرسُ الذبذبات التي تحدثها الأصوات في الهواء.

ت- علم الأصوات السمعي:

فيدرسُ الآثار التي وقعت وحدثت في أذن السامع، أي من كلتا الناحيتين: العضوية، والنفسية.

وهناك فرعٌ رابع يخضع للتجريب والتوثيق وذلك باستعمال الآلات وكذلك الأجهزة الصوتية ديوان الشاب الظريف دراسة لغوية، وسمي بـ"علم الأصوات المعملي" أو "التجريبي" أو ما سمي بـ"العلمي".

ونظر بعضهم إلى علم الأصوات من حيث العموم والخصوص وقسموه على قسمين:-

1 – علم الأصوات العام:

إذ يدرس هذا العلم الأصوات اللغوية من حيث الطبائع العامة، وبخاصة في وصفها اللغوي.

2- علم الأصوات الخاص.

وينصب هذا على الاهتمام بأصوات لغةٍ معينةٍ، كاللغة العربية فقط، أو غيرها من اللغات.

وهناك تقسيمٌ آخر يقوم على المنهج وطرائق التحليل، ويصف علم الأصوات بـ:

  1. علم الأصوات التأريخي.
  2. علم الأصوات المقارن والخ....

ويمثل "الأصوات الجانب العملي للغة"، لذلك فان اللغة هي الأصوات كقول ابن جني في اللغة: "أصواتٌ يعبر بها كلَ قومٍ عن أغراضهم"، كما يمكن النظر إليها بأنها "نظامٌ صوتي يمتلك سياقاً اجتماعياً وثقافياً، له دلالاته ورموزه، وهو قابلٌ للنمو والتطور".

ومن الممكن تقسيم المادة الصوتية للغة على نوعين من الأصوات وهما:

أ‌- أصوات موسيقية:

وهي الأصوات التي تحتوي على ذبذبات تكون منتظمة.

ب- أصوات ضوضائية (أو غير موسيقية):

وهي الأصوات التي لا تحتوي على ذبذباتٍ منتظمةٍ .

ونلمحُ في بعض الأصوات صدورها من مخرجٍ نطقي واحد، ولكنها تختلف رغم اشتراكها في هذه الصفة، بسمة أو بأخرى، إذ تجعل كلَ صوتٍ مستقلاً عن غيره، وله أثر كبير في تركيب المقطـــع أو الكلمــة أو في معنى الكلمات وفي وظيفتها.

"وليست اللغة بمعزل عن العلوم الأخرى..... فان الأصوات لغة الكلام، تنتج وتستقبل عن طريق أجهزة الجسم الإنساني، وتركيب هذه الأجهزة ووظائفها جزء من علم وظائف الأعضاء، وكذلك انتقال الصوت على شكل موجات صوتية يدخل في اختصاص علم الطبيعة"، وبهذا فإنَّ اللغة لا تنفصل عن جميع العلوم فهما متكاملان معاً؛ لذلك سيكون الفصل الأول متضمناً أنواعاً من الدراسة الصوتية كتخفيف الهمز، الإعلال، الإبدال، القلب المكاني، والإدغام.


المصادر

العين، جمهرة اللغة، معجم مقاييس اللغة، المخصص، شرح كتاب الحدود النحوية: دراسة الصوت اللغوي، الأصوات اللغوية، اللغة العربية معناها ومبناها، دراسة الصوت اللغوي، معجم اللغة العربية المعاصرة، علم اللغة، علم الأصوات، الخصائص، المدخل إلى علم اللغة ومناهج البحث اللغوي.







رائج



مختارات