أبنية الفعل الثلاثي المُجَرد


الكاتب: غفران اليوسف - - عدد المشاهدات: 1521

أبنية الفعل الثلاثي المُجَرد

أبنية الفعل الثلاثي المُجَرد

أولاً: الأفعال المجردة:

من الأمور التي لابّدَ من مَعرفتِها هي كلمة (الفعل) وتَعريفها وبَيّان تقسيمها، ومن أقدم التعاريف للفعل عند النحويين، هو تَعريفُ سيبويه، إذ يُعرّفه بقوله: "وأمّا الفعل فامثل أخذت من لفظ أحداث الأسماء، وبُنيت لما مَضَى، ولما يكون ولم يقع، ولما هو كائن لم ينقطع"(1).

ومنهم من عَرّف الفعل وبدأ تعريفه لغة بأنه: الحَدَث، وأشار إليه عند اصطلاح النحويين بأنه كلمة دلّت على معنى في نفسِها، واقترنت بأحد هذه الأزمنة الثلاثة، وهي الماضي، والحال، والمستقبل.

ومن المحدثين من عَرّف الفعل بأنه: "وحدةٌ لفظية، أي: مجموعة أصوات ذات نظَام معين، يأخذُ وظائف معينة في الاستعمَال اللغوي الاجتمَاعي، فيأخذ وظيفة دلالية، وأخرى صرفية، وثالثة نحوية".

والفعلُ بذلك يُقسم على ثلاثة أقسام: ماضٍ ومضارع وأمر.

فالأول منها قُسّم باعتبار دلالته الزمنية، والثاني باعتبار حروفه، أمّا الثالث فقد قُسّم على أساس عمله، وهناك تقسيم آخر، وهو على أساس بُنيَتَه: وهو المُجَرد والمَزيد، فالفعل المجَرد: "هو ما كانت حروفه كلها أصلية لا تَسقط في احد التصاريف إلا لعلةٍ تصريفية".

وأمّا المزيد من الفعل، فيمكن تعريفه بأنه الزيادة بـ"إلحاق الكلمة ما ليس منها لإفادة معنى أو لضرب من التوسع"، أي بمعنى أن الفعل المَزيد هو الذي زيدت أصوله بحرف أو حرفين أو أكثر.

وكل من المُجَرد والمَزيد أطلق المحدثون عليهما مصطلحين جديدين، فالمُجَرد، سُميَّ: (الطَبيعي)، وأمّا المَزيد فسُميَّ بـ:(العَارضي).

أبواب الفعل الثلاثي:

عند مَجيء الفعل الثلاثي غير مَزيد، فانه يكون على ثلاثة أوزان (فَعَلَ) و(فَعُل) و(فَعِل)؛ لأنه دائماً يكون مفتوح الفاء، أمّا عينه فأنها متحركة بحركات ثلاث بالفتح أو الضم أو الكسر، ولامه يكون متحركاً بالفتح دائماً أيضا.

وقد جُمعَت هذه الأبواب في بيت من الشعر:

فَتحُ ضَمٍ فَتحُ كَسرٍ فَتحَتان كَسرُ فَتحٍ ضَمُ ضَمٍ كَسرَتَان

وهناك ثلاثة أبواب تُعدّ من أهم الأوزان التي تقومُ بها ومن الدعائم التي تَستندُ أبواب الفعل عليها وهي"فََتحُ ضَم" و"فَتحُ كَسر" و "كَسْرُ فَتْح" أمّا الأبواب الأخرى فليس مثلها؛ لان "ضَمُ ضَم" لقلة وجوده في الأمثلة، أمّا "كَسرُ كَسر" فهو قليل أيضا، وأمّا الباب الأخير "فَتحُ فَتح"؛ لأنه لا يأتي إلا بغير حروف الحلق إلا في حالة الشواذ، وذلك اختلاف حَرَكة العين في الماضي عنه في المضارع ، بذلك فان مثل هذه الأوزان مع المضارع تكون ستة وتكون كلها سماعية، بمعنى أنها لا تُبنى على قياس محدد .

1- الباب الأول (فَعَل – يَفْعُل):

ووزنه (فَعَل) من الماضي، و(يَفْعُل) من المضارع، مثل: كَتَبَ – يَكتُبُ، دَعَا – يَدعُو، أخَذَ – يَأخذُ، عَقَد َ– يَعقدُ، شَدَّ – يَشدُّ، وغيرها، ويكون هذا الباب متعدياً أو لازماً ، وكذلك يَدلّ على المغالبة، مثل خَصَمني، فَخَصمته، أخصُمُه، أي ما يأتي على غير هذا المعنى فمحمول عليه.

وسنبدأ بالصحيح والمعتل منه، وبيان أنواعه وأفرعه، من السَالم والمهمُوز والمضَعّف، والمعتَل من المثال، والأجوف والناقص واللفيف المَفروق واللفيف المَقرون، وما يتفرع منها جميعاً.

ويأتي من الصحيح والمعتل:

أولاً: الصحيح:

هو ما خلت حروفه الأصلية من أحرف العلة وهي الألف والواو والياء، ويكون تقسيمه على ثلاثة أقسام: سَالم – مَهمُوز- مُضعّف.

أ‌- السَالم: هو ما ليس في حروفه هَمز ولا حرفان من جنسٍ واحدٍ، وخالياً من أحرف العلة، مثل: رَشَقَ – يَرشُقُ، رَفَقَ – يَرفُقُ، وقد جاء كثيرٌ من الأفعال الصحيحة منها: عَزَبَ – يَعزُبُ، نَبَتَ – يَنبُتُ، وقول الشاعر:

في الرَّاحِ سرٌّ بالسُّرور يُحَصِّصُ فلذا الحَبابُ إذا تبدَّتْ يَرقُصُ

فكلمة (رَقَصَ) فَعَل (يَرقُصُ) وهو فعل صحيح.

ب- المهموز:

ما حلّت بفائه أو عينه أو لامه (همزة)، الأول منها يُسمى (مهموز الفاء)، والثاني يُسمى (النَبرُ)، والثالث هو اللام يُسمى (الهَمزُ)، مثل: أخَذَ – يَأخذ، كقول الشاعر:

يا حسنه أنت تدري فرط جفوته فَلِمْ أمَرْتَ قلوب الناس تعشَقُهُ

الفعل (أمَرَ – يأمُرُ) مهموز الفاء وهو من الباب الأول.

ب‌- الأجوف: هو الذي تكون عينه حرف علة، نحو: قَالَ، ويأتي من الأجوف الواوي شائعاً، مثل: رَاحَ – يَروحُ وغيرها، ومنها: فَازَ – يَفوزُ، قَالَ – يَقولُ، عَاجَ – يَعوجُ، ومثل قول الشاعر:

لِلطَّرْفِ فيهِ سَناً وَفِيهِ بارِقٌ هَذا وَذَاكَ يَرُوقُهُ وَيَرُوعُهُ

ج- المضاعف:

ويُسمى بـ(الأصم)؛ لشدته وهو مُضعّف ثلاثي، أمّا المُضعّف الثلاثي فهو ما كانت العين واللام منه جنسَاً واحداً، مثل: فَرّ ,ومَدّ، ومنها: صَبَّ – يَصبُّ، مَرَّ- يَمرُّ، عَدَّ – يَعدُّ، وكذلك قوله:

يصدّ عني إذا قابلتُه غضباً ككافرٍ صدّ عنْ بعضِ المحاريبِ

فالمُضعَّف هنا صَدَّ – يَصُدُّ.

ثانياً: المعتل:

أ‌- المثال.

لِلطَّرْفِ فيهِ سَناً وَفِيهِ بارِقٌ هَذا وَذَاكَ يَرُوقُهُ وَيَرُوعُهُ

فالفعل (رَاقَ – يَروقُ) و (رَاعَ – يَروعُ) من الأجوف.

ت‌- الناقص: هو ما كانت اللام فيه حرف علة، نحو: سَرُوَ, ويَشترطُ بهذا الباب الناقص الواوي، مثل: غَزَا – يَغزو، حَسَا – يَحسو، من ذلك قول الشاعر فيه:

بِرُوحي يا طَيْفَ الحَبيبِ مُحافِظاً على العهدِ يدنو كيف شئتَ ويقرُبُ

فـ(يَدنُو) من الأفعال الناقصة.

وقوله:

إن غبتُ عنهم تباهوا في قصائدهمْ بِغَيْبَةِ الشمسِ تَبْدُو زِينَةُ الشهُبِ

فـ(تَبدُو) من الأفعال الناقصة.

ث‌- اللفيف: ويكون على قسمين:

أ‌- اللَفيف المَفروق: هو ما اعتلت كل من فائه ولامه.

ب‌- اللفيف المَقرون: هو ما اعتلت عينه واللام منه.

2- الباب الثاني (فَعَل – يَفعِل)

ووزنه (فَعَل – يَفعِل), مثل: كَسَر – يَكسِر, ونَزَل – يَنِزل, ووَزَن – يَزِن, رَمَى – يَرمِي, وأيضا يكون متعدياً أو لازماً كما في الباب الأول, ووردت الكلمات من هذا الباب وتكون من الصحيح والمعتل.

أولاً: الصحيح:

أ- السَالم:

ومثلها في الديوان, منها: كَذَب – يَكِذب, وقول الشاعر:

لرأيت طرفاً ليس ينكر لِلْبُكا وَشَهدتَ جِسماً بالضَّنا لم يعرَفِ

فـ(يَعرف) من الصحيح السالم.

ب- المهموز: ومنه قول الشاعر:

أَرَى كُلَّ شَيْءٍ مِنْهُ يأتي مُحبَّباً وَلاَ سِيَّما ذَاكَ الرُّضَابُ المُحَبَّبُ

(يَأتِي) من المهموز.

ت- المُضعَّف:

وهذا لا يأتي إلا من المُضعَّف اللازم في هذا الباب, مثل: عَفَّ – يَعِفُّ, كَلَّ – يَكِلُّ, وقول الشاعر:

أأبي وإنْ جَلَّ النِّداءُ وَقَلَّ مِقْ دارِي نِداءُ العَبْدِ للسَّاداتِ

ف(جَلَّ, وقَلَّ), من المُضعَّف.

ثانيا: المعتَل:

أ‌- المثَال:

"هذا الباب مطرّد واوي الفاء, نحو: وَعَد: يَعِد, والأصل (يوعد) حذفت الواو؛ لاستثقالها؛ أو لاستثقال وقوعها بين ياء مفتوحة, وكسرة لازمة", ومن هذه الأفعال: وَصَفَ – يصِفُ وغيرها, ومثل قول الشاعر:

أَيا مَنْ لَهُ الحُسْنِ الّذي بَهَرَ الوَرَى وَمَنْ حَازَ مَعْنًى لا يُحَدُّ وَيُوصَفُ

وكذلك قوله:

وَجَدْتُ مِنْكَ القَلَى بِلاَ طَلَبٍ فكمْ طَلَبْتُ اللّقا فلم أجِد

(يُوصَف, ووَجدت), أفعال معتلة من المثال.

ب- الأجوف:

ويكون الأجوف في هذا الباب كثير الورود, إذ تكون عينه ياء, مثل: بَاع – يَبيعُ, كَال – يَكيلُ, خَاطَ – يَخيطُ, مثل قول الشاعر:

يبيت بالبأسِ مِنهُ البشرُ مبتسماً والسّيْفُ غَيْرُ صَقِيلٍ غَيْرُ مَرْهوبِ

فـ(يَبيتُ) من بَاتَ – يَبيتُ.

ت- الناقص:

ويأتي في هذا الباب من الفعل الناقص ما كانت لامه الياء, مثل: رَمَى – يَرمِي وغيرها, ومنها الأفعال: دَرَى – يَدِري, قَضَى – يَقضِي, وقوله:

وقد كان يهديه من النجمِ نُورُهُ فَمُذْ غَابَ عَنْهُ ضَلَّ ما بَيْنَ صَحْبِهِ

فـ(يَهدِيه), فعل ناقص.

ث- اللفيف:

هو ماكان فيه حرفان من أحرف العلة وهما أصليان,مثل:طَوَى, ونَوَى, وكما عرفنا فهو قسمان:لفيف مَفروق ولفيف مَقرون, ومن هذه الأفعال التي يمثلها الشاعر في قوله:

ومَايَحوِيهِ خَدُّكَ لإجتْنَاءٍ وَمَا يُوحِيهِ صَبُّكَ لإجْتِنَاءٍ

(يَحوِيه) فعل مضارع من الماضي (حَوَى), وهو لفيف مَقرون.

3 - البابُ الثالث (فَعَلَ – يَفعَل):

بابه يكون من فتحتين (فَعَل – يَفعَل), مثل: مَنَعَ – يَمنَع, ذَهَبَ – يَذهَب, نَأَى – يَنأى, دَرَا – يَدرَا, ويُشْتَرط في هذا الباب أَن تكون عين الفعل أو لامه من الحروف الحلقية (وهي الهمزة, والحاء, والخاء, والعين, والغين, والهاء), وغير هذه الأفعال فان مجيئها قليل ونادر, ويكون متعدياً أو لازماً, ومن هذه الأفعال بعضها يتعلق بحروف الحلق.

ويأتي هذا الباب من الصحيح والمعتل:

أولاً: الصحيح:

أ- السالم:

والسَالم من الفعل يأتي في الديوان, منها: مَنَعَ – يَمنَع, بَعَثَ – يَبعَث, وقول الشاعر:

حَتَّى إذَا لَمْ يَفُزْ بالصَّبْرِ حَامِلُهُ رام السلو وقد لا يسعد القدرُ

(يَسعَد) من الماضي (سَعَدَ), وفيه عين الفعل من حروف الحلق وهو العين.

وقوله أيضا:

يُقَاسِمني قَلْبِي إلَيْهِ اشتِيَاقُهُ فَيَرْجَحُ شَطْرُ الشَّوْقِ مِنْهُ عَلَى الشَّطْرِ

(يَرجَح) من الفعل (رَجَحَ) الماضي، إذ الحاء وقع موقع لام الفعل وهو من حروف الحلق الستة.

ب- المهموز:

وهو ما كان أحد أصول الكلمة أو الفعل همزة، مثل: سَأَلَ، وقَرَأ، وكقول الشاعر منه:

وأَلْثَغٌ زَارَ لَكِنْ رأى رقيبيَ أصغَى

فالفعل (رَأى) ومضارعه (يَرَى) وهو مهموز الفاء، ويسمى بالنَبر.

ت- المُضعَّف.

ثانياً- المعتَل:

فقد جاء من المعتل المثال: وَدَعَ يَدَعُ أي ترك, وفي قراءة لسورة الضحى: "مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى", ومن الناقص: رَعَى يَرعَى, ومن الأجوف: حارَ يَحارُ كقول الشاعر في:

يا مَنْ بصدودِهِ أَلِفْتُ الفِكَرا في حُبِّكَ مُذْ نأَيْتَ لمْ ألْفَ كَرَى

الفعل (نأى ينأى) معتل ناقص, وهو من هذا الباب (فَعَلَ – يَفْعَلُ).

4- الباب الرابع (فعِل – يفعَل):

(فَعِل- يفعَل) بكسر العين في الماضي وفتحها في المضارع، كفَرِحَ – يَفرَح، وعَلِمَ – يَعلَم، وتكون الأفعال من هذا الباب لازمة أكثر من متعدية، وجاءت أكثر هذه الأفعال دالَّة على النعوت ودالَّة على الاعراض أيضا ، وجاء فيه من الصحيح والمعتل:

أولاً: الصحيح:

أ-السَالم:

والسَالم الذي خلا من أحرف العلة، مثل: فَهِمَ - يَفهَم، وحَسِبَ – يحَسَب، وجاء عدد من الأفعال في هذا الباب، ووردت أفعال منها: نَسِبَ – يَنسَب، حَفِظَ – يَحفَظ، طَرِبَ – يَطرَب، ومنها قول الشاعر:

قَلْبٌ كَمَا يُفْهَمُ السُّلوُّ جَرَى فِيهِ كَمَا يُعْلَمُ الهَوَى لَهَبُ

فالأفعال (يَفهَم) من المضارع مفتوحة العين، وماضيها (فَهِمَ) مكسورة وكذلك في الفعل المضارع (يَعلَم) من الماضي (عَلِمَ).

ب- المهموز:

وهو ما حلَّت فيه همزة من الأفعال، مثل: صَدِئَ – يَصدَأ, وأسِف -يأسَف، ومنه قول الشاعر:

وَلَرُبَّما يَا ظَبْيُ تَرْتَاعُ الظِّبَا مِثْلَ ارْتِيَاعِكَ ثم تأْنَسُ مَرْتَعَا

فـ(تَأنَس) مضارع مفتوح العين من الفعل الماضي المكسور (أنِسَ), وقوله:

ومَنْ ألِفْتُ رضاه الرحبَ جانبُهُ وفُزْتُ منه بإحسانٍ وإنْعامِ

الفعل (ألِفَ يألف) من الباب الرابع صحيح مهموز.

ت- المُضعَّف:

إذا كان المضارع مفتوح العين فهو من هذا الباب؛ لان كل مُضعَّف مضارع مفتوح ينتمي لهذا الباب (فَعِلَ – يَفعَل)، مثل: ودّ – يَودُّ ، ومنه قول الشاعر:

قد بَرَّدَ القلب في تمز مرشفه وظلَّ يحرق في كانون أحشائي

الفعل (ظلَّ) أصله ظَلِلَ مكسور عين الماضي, مفتوح عين المضارع يَظَلَّ.

ثانياً: المعتَل:

أ - الناقص:

وهو ما كانت لامه معتلة، مثل: غَزَا ورَمَى، ومثله قول الشاعر:

وَتَاركٍ كَرَشَاً في البَيْتِ مُنْفرداً من بطنِهِ وهو لا يخشى مِنَ الضَّرَرِ

فالفعل (خَشِيَ) ماضٍ ومضارعه (يَخشَى) وهو ناقص، ويقول:

كمْ كادَ يقضي عاشقٌ لِفراقِهمْ لَولاَ الرَّجَا وَتَعَلُّقِ الأَطْمَاعِ

(يَقضِي) مضارع ماضيه الفعل (قَضَى) وهو فعل ناقص.

ب- المثَال:

وهو ما كان أوله حرف علة، مثل: يَبِسَ – يَيبَس، وَسِعَ – يَسعَ، وَجِلَ- يوجَل، وغيرها، ومنه قول الشاعر:

قَدْ يَئِسْنَا مِنْكَ خَيْراً فكفانا الله شرَّكْ

(يَئِسنا) مضارع، وهو من يَئِس – يَيئَس.

ت-الأجوف:

هو ما كانت عينه حرف علة، ويكون بالألف في الماضي، والمضارع، خَافَ – يَخَاف، وهَابَ – يَهَاب، ومثلها في قول الشاعر:

يَخَاف عُيون واشِيه فيَمشِي ثمَ يَلتَفتُ

فـ(يَخَاف) فعل مضارع وماضيه (خَافَ) وهو أجوف.

ث- اللفيف:

في هذا الباب- أي الرابع- استعمل الشاعر اللفيف المقرون (قَوِيَ) فقط بقوله:

يَدُومُ عَلى بُعْدِ المزارِ بِحَالِهِ غَرامِي وَيَقْوَى إنْ تَدانى بِهِ القُرْبُ

فالفعل (يَقْوَى) ماضيه (قَوِيَ) وهو من هذا الباب (فَعِلَ- يَفْعَلُ).

5- الباب الخامس: (فعُل – يفُعل):

(فَعُل – يفعُل) بضمتين، من الماضي، والمضارع، كشَرُف – يَشرُف، ولَؤُم – يَلؤُم، جَرُؤ – يَجرُؤ، نَبُل – يَنبُل، وأفعال هذا الباب جميعها لازمة، وغالباً ماتَدلُّ على الأوصاف الخلقية الثابتة في الإنسان كأنها غرائز، وربما استعملت أفعال هذا الباب للدلالة على التعجب، فتنسلخ عن الحدث ، ويُلاحظ في هذا الباب أيضا قلَّة شيوعه في العربية، ويمكنه الاستغناء بأفعال أخرى، مثل (فعِل) ليائي اللام، مثل: غَنِي، ورَشِد، وعلى (افتَعَل) مثل: افتَقَر، وأورد بعضهم (فعُل) وهذه الأفعال على هذا الوزن يأتي على (فَعِل) و(فَعُل)، مثل: نَضِرَ، جَبُنَ.

أولاً- الصحيح:

أ- السَالم:

ومن هذه الأفعال، قول الشاعر:

مِنْ مَعشرٍ قد سَموا وقد كَرمُوا فعلاً وطابوا اصلاً إذا انتسبوا

فالفعل (كَرموا) من (كَرمَ) ثلاثي صحيح سالم من الباب الخامس.

ب- المهموز:

أمَّا المهموز، فمثل: بَطُؤ- لَؤُم، وغيرها.

ت- المُضعَّف:

قَلَّت الأفعال المضعَفة، لثُقل ضمتها وتضعيفها، لكن وَردَت في ثلاثة أفعال، وهي (لَبُب، ودَمُم، ومَكُك).

ثانيا- المعتَل:

أمّا المعتل فلم يأتِ في هذا الباب إلا من الأجوف وهو ياء العين في: (هَيُؤ) بمعنى صار ذا هيئة، ويأتي اللام وهو ناقص إلا في (نَهُو) من النَهية، بمعنى العقــل، وهـــي مُتَــصـــــرف، ولا يأتــــي مضعـفـــــــــــاً إلا قليــــلاً، ويمكــن تحـويـل أي فعـل ثلاثي إلى هذا الباب، لبدَّلَ معناه على عزيزة في صاحبه.

6- الباب السادس (فَعِلَ – يَفعِل):

يأتي هذا الباب بكسرتين، في الماضي والمضارع، وتكون من الأفعال فيها لازمة ومتعدية، وقيل في هذا الباب: "المكسور العين في الماضي والمستقبل ليس من الأبواب، لقلته، ولأنه ليس منه شيء إلا وقد تجوز منه علة أخرى فهو لا ينفرد بمذهب تفرد غيره إلا معتله"، ويَقلُّ فيه الصحيح ولكنه يكثر في المعتل منه.

أولاً: الصحيح:

أ‌- السَالم: ومثله قول الشاعر:

مُلئتَ بالدّهر عِلْماً وَهُوَ يَمْلأُ بِي جهلاً وَيَحْسِبُ مِني غير مَحسوبِ

فـ(حَسِبَ) ماضٍ ومضارعه (يَحسِب) بكسرتين وهو سالم.

ب-المهمُوز: ومثاله:

وَمَلأْتُ عَيْنِي مِنْ مَحَاسِنه التي ملأتْ عُيونَ عَدُوِّهِ وحَسُودِهِ

فالفعل (ملأت) مهموز.

ت-المضعَّف: كقول الشاعر:

أأبي وإنْ جَلَّ النِّداءُ وَقَلَّ مِقْ دارِي نِداءُ العَبْدِ للسَّاداتِ

فـ(جلَّ وقلَّ) من المضعف.

ثانياً: المعتَل:

والمعتل المكسور العين من الماضي والمضارع، تَعدَدت أفعاله إذ أنها تكون أكثر من الصحيح، ومن أفعالها: وَثِق – يَثِق، وَرِع – يَرِع، وَرِك – يَرِك، وَرِم – يَرِم، وَرِي – يَرِى، عَقّ – يَعِقُّ، وَفِق – يَفِق، وَقِه – يَقِه، وَكِم – يَكِم، وَلِى – يَلِي، وَمِق – يَمِق، وَرِش- يَرِش، وَرِث – يَرِث .

ثانيا: الفعل الرباعي المجَرد:

الفعل الرباعي المجرد له وزن واحد (فَعْلَل)، إذ يكون مضارعه مضمُوم حرف المضارعة، مكسور ما قبل الآخر (يُفَعْلل)، مثل: طَمأَن – يُطَمأن، ودَحَرج – يُدَحِرج ، وفي الرباعي المجَرد خلاف كما في الثلاثي، ينصّه: "وبدأت به خلاف كما بدأ الناس بالثلاثي، لان الكلام في ذلك يطول فأخرته، وإنما لم يجيء على غير هذا الوزن، لأنه قد ثبت أنَّ الأول لا يكون ساكناً أول الماضي لا يكون مضموماً في البناء للفاعل، ولا مكسوراً للثقل، فتعيق الفتح، ولا يكون آخره إلا مفتوحاً لوصفه مبنياً عليه، ولا يكون ما بينهما متحركاً كله، لئلا يتوالى أربع حركات، ولا مسكناً كله لئلا يلتقي ساكنان، والثالث لعروض سكون الرابع عند الإسناد إلى الضمير، فتعين أن يسكن الثاني".

ويكون مضعَّفاً وغير مضعَّف فالمضعَّف كما عرفناه سابقاً تكون لامه وعينه من جنسٍ واحدٍ، فاؤه ولامه الأولى من جنس آخر غير الثاني، ومثله قول الشاعر في:

أم كيفَ ريقَتُكَ التي أرِقتْ لَها عيني ومَا راقتْ تُكَفِكِفُ أدمُعا

(تُكَفكِف) فعل مضارع مضعَّف، وهو رباعي.

وقول الشاعر أيضا:

وَمَا بَالُ بُرْهان العِذارِ مُسلِّماً وَيَلْزَمُهُ دَورٌ وفيه تَسَلسُلُ

فـ(تَسلسل) مضارع رباعي مجرد.

أمَّا غير المضعَّف مثل (بَعثَر– دَحرَج) وغيرها.







رائج



مختارات