ما هو عيد نوروز


الكاتب: آزاد الجاف - - عدد المشاهدات: 1803

ما هو عيد نوروز

ما هو عيد نوروز في الشرق الاوسط؟

نوروز، وله تسميات أخرى مثل (نيروز او النوروز): هو واحد من أهم الأعياد لدى الفرس والآذريين والشعب الكردي برمتهم وأقوام أخرى، ويصادف 21 آذار مارس في كل عام، وهي الفترة التي يشهد فيها الطقس اعتدالاً إيذانا باستقبال الربيع.

يتم الاحتفال في هذا العيد، بوصفه أكبر الأعياد، في كل من إيران وأفغانستان وتركيا بالإضافة إلى إقليم كردستان العراقhttps://www.alsumaria.tv/news/95711/، فضلاً عن مناطق أخرى ولكن ليس بالقدر الذي تتم فيه الاحتفالات في تلك الدول.

تتعدد الروايات حول أصل المناسبة، غير أن البعض يعتقد أن جذوره تعود إلى تقاليد مجوسية قديمة، لكنها استمرت حتى بعد الفتوحات الإسلامية لبلاد فارس، يتم الاحتفال بها في كل عام في المنطقة وخصوصاً بين الفرس والكرد.

معنى نوروز

تعني نوروز بالفارسية يوم جديد، إذ تنقسم المفردة إلى اثنين وهما "نو" وتعني جديد، روز ويقابلها "يوم" بالعربية. وحتى الأكراد يتداولون كلمة "نوروز" على الرغم من أن اليوم الجديد باللغة الكردية يسمى "نيو روژ"، ولهذا يقول المؤرخون إن جذور المناسبة تعود بالأساس إلى فارس حيث يلفظ الأكراد نوروز بهذا الشكل (نه‌وروز).

نوروز لدى الفرس

يمثل نوروز لدى الفرس، أول يوم من رأس السنة الفارسية (السنة الشمسية)، وهو اليوم الذي تعلن فيه الحكومة عطلة رسمية قرابة أسبوع بالنسبة للدوائر الحكومية والأهلية، بينما تصل أيام العطلة إلى 14 يوماً في المدارس والجامعات.

يجسد نوروز بالنسبة للفرس "التجدد" لكونه اليوم الأول من شهر "فرڤردين" (الحمل) ورأس السنة الفارسية، وحلوله يأتي تزامناً مع الاعتدال الربيعي في 21 آذار مارس وهو اليوم الذي تبدأ فيه الأرض دورتها السنوية حول الشمس.

في إيران المعاصرة والقديمة، يعتبر نوروز بوابة للأفراح لان الطبيعة والإنسان على السواء، يضعان حداً للماضي بفاصل يمحو الزمن، استبشاراً بتجدد الحياة وعودتها وهي تلبس لون النقاء والصفاء.

في نوروز، يبدأ المتخاصمون بالتصالح ويتم إطعام الفقراء وفيه تزار المقابر، وأحيانا يتم تخفيف الأحكام الصادرة بحق المساجين، وخلاله تتم تهدئة الوجدان وتوقظ عواطف الرحمة في القلوب في الصفح والعفو وغير ذلك.

لدى الفرس، يطلق على آخر أيام نوروز "سيزده بدر" ويوافق اليوم الثالث عشر من كل سنة جديدة، وغالباً ما تستمر أعياد نوروز 12 يوماً، وتختتم في اليوم الثالث عشر من شهر فرڤردين بنزهة في الحدائق العامة للفرح وتناول الطعام في الهواء الطلق.

ومن التقاليد الفارسية في اليوم الأخير من نوروز، تغتنم الأسر الفرصة لتأخذ نبات الحبوب التي زرعتها فزينت بها خوان "هفت سين"، كي تلقي بها في أحد الجداول الجارية، فتحملها مياهه مثقلة بأماني الخصب والرخاء والسعادة.

الاسطورة الكردية في نوروز

تمثل أسطورة (كاوا او كاوه) النسخة الكردية لنوروز، ووفقا للأدبيات الكردية فانه في قديم الزمان كان هناك ملكُ اشوري شريّرُ سَمّى (الضحاك)http://xeber24.org/archives/85844، وكان هو ومملكته قد لُعِنا بسبب شرِّه، حتى ان الشمس لم تعد تشرق مما جعل الحياة تصبح جحيماً.

وتقول الاسطورة الكردية إن (الضحاك) اصيب بلعنة إضافية وذلك بامتلاك أفعيين رَبطتا بأكتافِه، وعندما كَانتْ الأفاعي جائعة كَانَ يشعر بألمِ عظيمِ.

وتشير الاسطورة الى ان الشيء الوحيد الذي يَرضي جوعَ الأفاعي كَانتْ أدمغةَ الأطفالِ. لذا كُلّ يوم يقتل اثنان من أطفالِ القُرى المحليّةِ وتقدم أدمغتهم إلى الأفاعي.

(كاوا) كَانَ الحدادَ المحليَّ قد كُرِهَ الملكَ مثل 16 مِنْ أطفالِه الـ17الذين كَانوا قَدْ ضُحّي بهم لأفاعي الملكَ، وعندما وصلته كلمةً أن طفلَه الأخيرَ وهي بنت، سوف تقتل جاءَ بخطة لانقاذها.

وبدلاً مِنْ أنْ يَضحّي ببنتِه، ضَحّى (كاوة الحداد) بخروفِ وأعطىَ دماغَ الخِروفَ إلى الملكِ. ولَمْ يُلاحظْ الاختلاف، وعندما سمع الآخرون عن خدعة (كاوا) عَمِلوا جميعاً نفس الشئ، في الليل يُرسلونَ أطفالَهم إلى الجبالِ مَع (كاوا) الذين سَيَكُونونَ بامان.

الأطفال ازدهروا في الجبالِ و(كاوا) خَلق جيشاً مِنْ الأطفالِ لإنْهاء عهدِ الملكِ الشريّرِ، وعندما أصبحت أعدادهم عظيمة بما فيه الكفاية، نَزلوا مِنْ الجبالِ واقتحموا القلعةَ. (كاوا) بنفسه كان قد اختارَ الضربةَ القاتلةَ إلى الملكِ الشريّر (الضحاك). لإيصال الأخبارِ إلى اناسِ بلاد ما بين النهرينِ بَنى مشعلا كبيرا أضاءَ السماءَ وطهّرَ الهواءَ من شر عهدِ (الضحاك). ذلك الصباح بَدأَت الشمسُ بالشروق ثانيةً والأراضي بَدأَ بالنَمُو مرةً أخرى. هذه هي البِداية "ليوم جديد" أَو نيروز (نه‌وروز) كما يتهجى في اللغةِ الكرديةِ.

عيد نوروز لدى الكرد

يعتبر نوروز عيداً قومياً يحتفلون به في جميع أنحاء العالم، وفي كردستان العراق يعتبر عيد نوروز مناسبة رسمية إذ تعطل كل الجهات الحكومية والأهلية اعتباراً من 20 آذار ولمدة أربعة أيام، ويتم إيقاد شعلة نوروز في كل المدن الكردية، والتي تسمى شعلة كاوا الحداد.

ونوروز الذي يصادف اليوم الأول للسنة الكردية (21 آذار) هو العيد القومي لدى الشعب الكردي وعدد من شعوب شرق آسيا، وهو في نفس الوقت رأس السنة الكردية الجديدة. ويحمل لدى الأكراد بعداً قومياً وصفة خاصة مرتبطة بقضية التحرر من الظلم، وفق الأسطورة أن إشعال النارhttps://www.orient-news.net/ar/news_show/106639/0/ كان رمزاً للانتصار والخلاص من الظلم الذي كان مصدره أحد الحكام المتجبرين.

عيد نوروز لدى الشعوب الأخرى

لا يعد نوروز من الأعياد التي ينتشر الاحتفال بها لدى العرب إلا أنه يحتفل به المصريينhttps://www.sabaharabi.com/107112وما يسمى شم النسيم ولدى الجنوب في العراق وخصوصاً جنوب العراق ويسمى محلياً عيد الدخول واحياناً يطلق عليه اسم عيد الربيع او عيد الشجرة في مناطق متعددة من البلاد.

ويعتبر نوروز عطلة رسمية في عموم العراق.

وفي عيد نوروز يقصد الناس مدينة المدائن قرب بغداد والتي تضم مسجد سلمان المحمدي "الفارسي" والاثار الساسانية مثل طاق كسرى ويحملون معهم الاطعمة وينتشرون في الحدائق والبساتين ويحتفلون بعيد نوروز.

وبالنسبة للكرد عادة تقوم الأسر بالخروج إلى الحدائق المساحات الخضراء في هذا اليوم وما يرافقها من احتفالات، ويعود الاحتفال بهذا اليوم الذي هو أيضاً يوم الاعتدال الربيعي إلى قدماء السومريين الذي قد يكونوا من الأوائل الذين احتفلوا به.

وتقول إحدى اساطير السومريين بان اناننا Inanna السومرية Sumerian آلهة الجمال المقابلة لعشتار البابلية آلهة الشهوة والحب لديهم اغترت بنفسها وبقوتها فذهبت للعالم السفلي "عالم الموت" الذي تحكمه اختها "اوتونيحال" للتغلب على الموت وعند ذهابها هناك فقدت جميع اسلحتها ولم تستطع العودة حيث تغلبت عليها اختها. فانعدمت الشهوة لدى الإنسان والحيوان ووقف التناسل (حسب الأسطورة البابلية) والشباب والجمال في العالم (حسب النسخة السومرية) وفي مدينة الوركاء تحديداً. ابتهل الناس إلى الاله الأكبر " انكي" Enki السومري ولاعادتها للحياة حسب الأسطورة.

كانت عشتار مخطوبة لتموز Dumuzi إله الخضرة. قبل أنكي تضرع الناس حسب الأسطورة وقرر أن تغادر عشتار العالم السفلي على أن يجد أحدا يموت (يذهب إلى العالم السفلي بدلها) فصعدت إلى الأرض مع حرس من العالم السفلي لتختار احدا بدلها حيث وجدت تموز بين الفتيات الجميلات لا يفتقدها. لهذا اختارته.

وبموت تموز ماتت الخضرة على وجه الأرض. فاستاء الناس وابتهلوا لـ"انكي" مع ام واخت تموز التي تبرعت للنزول بدله إلى العالم السفلي لكي يصعد هو إلى الأرض ليعيد لهم الخضرة والفرح.

قبل أنكي دعواتهم لهذا قرر أن يصعد تموز إله الخضرة إلى الأرض لمدة ستة أشهر على ان يعود إلى العالم السفلي في الأشهر الست التالية. وبهذا احتفل العراقيون القدماء بتموز الداخل إلى الأرض من العالم السفلي بعيد الدخول, الذي من علاماته انتشار الخضرة والازهار على سطح الأرض، وهو نفسه بدء السنة حسب تقويمهم.

نوروز في الثقافات الأخرى

عدا إيران وأفغانستان والعراق (كردستان)، يحتفل بنوروز عند كثير من شعوب آسيا الغربيّة حتّى التي لم تكن منها تحت السيطرة الإيرانيّة، وتختلف عادات الاحتفال من بلد لآخر. ومن هذا الشعوب شعوب القوقاز ودول بحر قزوين والشعب الباكستانيّ والشعب التركيّ. واحتفل الصيادون والفلاحون في ساحل شرق أفريقيا بالنوروز، ويدعى في السواحيلية بـ"النيروزى".

نوروز اليوم

حسب اليونسكو، يحتفل اليوم ما يقرب من 300 مليون شخص في جميع أنحاء العالم بنوروز، ومن مراسيمه تجهيز مائدة خاصة تسمى "سفره ى هفت سين" أي سفرة السينات السبع، التي تحتوي على سبعة أشياء تبدأ بحرف السين. ومن العادات الأخرى ظهور الحاج فيروز في الشوارع، ويرتدي في العادة لباسا أحمر ويصبغ وجهه بلون أسود، وبعدها يقوم بإنشاد قصائد شعبية.

وفي جلسة في شباط 2010، قررت اليونسكو إدراج عيد نوروز في القائمة النموذجية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية، كما اعترفت بيوم 21 آذار بوصفه "يوم نوروز الدولي".

ما قاله الشعراء عن نوروز

قال احد الشعراء: نورز الناس ونورز ت ولكن بدموعي

وقال البحتري في وصف الربيع:

أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكاً من الحُسن حتى كاد ان يتكلما

وقد نبَـه النوروز في غلس الدُجى أوائل ورد كـُن بالأمس نوَما

وقال البحتري ايضاً لكن في مدح المتوكل:

لك في المجد أول وأخير ومساع صغيرهن كبير

إن يوم النيروز عاد إلى العهد الذي كان سنه ازدشير

أنت حولته إلى الحالة الأو لى وقد كان حائرا يستدير

وقال الشاعر الشريف الرضي مهنئاً بهاء الدولة بالنوروز في قوله:

وأنعم بذا النيروز زوراً نازلاً ومنتظره

آل بويهٍ أنتم الأمطار والناس الخضرة

نوروز في الاسلام

لا يتفق اغلب دعاة الاسلام على تحريمه، خاصة وان المحتفلين فيه هم في غالبيتهم من المسلمين، لكن بعض رجال الدين ومنهم الاكراد قالوا انه عيد مجوسي ولا يجوز الاحتفال به، غير أن بعض الرجال الدين قالوا انه ليس حراماً.

المراجع







رائج



مختارات