يمر أغلب الأشخاص بأوقات عصيبة، إما أن يكون حزينا او مكتئبا لأسباب لا يمكن وصف أثارها الا صاحب الموقف، فقد يمر بأسوأ أوقات حياته، فتصبح الدنيا صغيرة في عينيه، ولا يجد ما يسعد قلبه ويرجع حالته إلى ما كانت عليه.
يصبح الشخص حين يشعر بالحزن وضيق الصدر، قليل الكلام، محبا للصمت، قليل المشاركة والاختلاط... يحب أن يكون بعيدا عن الناس وعن الضوضاء، ويلجأ إلى مكان هادئ لينعم بالصمت والسكون، ويبدأ يفكر في نفسه وحالته النفسية والكبت الذي في داخله لعدم وجود شخصا يقف إلى جانبه ويخفف من معانته، ولأنه قد اكتفى بنفسه ولا يريد أحدا ليكلمه عن آلامه وحزنه فقد تعدى مرحلة المواساة وأصبح يواسي نفسه بنفسه، فلم يشتكي لأحد بكلمات لا يستطيع أن يشعر بها المتلقي، فقد يكون مستمعا جيدا لكنه لا يشعر بما مر به من حسرة ومعاناة.
الكبت الدائم يمنع الإنسان من البوح بما في قلبه، لشعوره ويقينه بعدم وجود أي شخص يشعر به ويخفف عنه ما يكتمه، قد تكون انت ممن يتمتع بهذه الصفات، سأقول لك ان هناك شيء يريح نفسك ويطمئن قلبك ويرد إليك بسمتك ويجعل نفسيتك في وضعية هادئة مستقرة.
هل جربت أن تقرأ القرآن، ومن منا لا يقرأ القرآن فهو ربيع القلوب، إذا كنت تشعر بضيق النفس جرب قراءة القرآن ولكن أقرأه بصوت هادئ وفي نفس الوقت يكون الصوت واضحا وحزينا فهو يعبر عن نفسيتك وما في داخلك من هم وكبت، ستشعر بالراحة الكبيرة التي تنزل على قلبك وسترد اليك بسمتك، وكأنك قد شكيت لله همك وألمك عن طريق صوتك بقراءة القرآن فتراه يسمع شكواك ويطمئن قلبك ويزيح عنك ثقلك وينور تفكيرك بكون الأمور سهلة فلا تشغل بالك، ففوض أمرك لله فهو كافلك ووليك، ولأن شكيته همك بطريقة احب اليه من غيرها، فلا يردك في سؤالك و مطلبك.