محتويات
يعرف المشترك اللفظي هو ان يكون اللفظ واحدا ويحصل اكثر من معنى.
ويختلف المشترك اللفظي عن الدلالة المجازية للالفاظ ان الأول وضع على سبيل الحقيقة، في حين تتغير المعاني المجازية للفظ من حال إلى حال باختلاف الاستعمالات والتراكيب، فالنهر على الحقيقة هو مجرى الماء وكذا استعمل فعله فيقال( نهر الماء اذا جرى في الأرض، وجعل لنفسه نهرا، ونهرت النهر حفرته، ونهر ينهر نهرا)، فأنت ترى أن مادة نهر لم تبتعد عن مدلول الجريان وموضع الماء الجاري، فهو يحمل دلالة واحدة، وهي حقيقته التي وضع له، ولكنك تستطيع أن تحمل اللفظ معاني أخرى على سبيل المجاز مثل صافحت النهر فخرج معناه إلى الاستعارة اي انك صافحت رجلا مشبها بالنهر لكرمه وسعة عطائه.
فإذا تعددت المعاني الحقيقة للفظ الواحد فهذا ما يعرف بالمشترك اللفظي، سواء أكانت هذه المعاني متقاربة بالدلالة ام مختلفة، فقد كتب والف عم هذه الظاهرة العديد من اللغويين القدامى أمثال الأصمعي وأبو عبيد واليزيدي وأبو العميثل والمبرد وكراع النمل وغيرهم، غير انهم لم يسموه بباب المشترك اللفظي وإنما ما اشتبه في اللفظ وأختلف في المعنى.
ووقف الدارسون المحدثون عليها موقف الدارس المتأمل، فميزوا بين ما ادخل على المشترك وما كان منه، وجعلوا المجاز مسوغا لإخراج الألفاظ التي أدخلها الدارسون في المشترك، كلفظ( الهلال) الذي يطلق على هلال السماء وهلال الصيد( وهو آلة تشبه الهلال يعرقل بها خمار الوحش)، وهلال الإصبع المطيف بالظفر، والحية اذا سلخت، والحمل الهزيل من كثرة الضراب.
هناك عدة عوامل أدت إلى نشأة ظاهرة المشترك اللفظي في العربية منها: