الكاتب: غفران اليوسف -
محتويات
عوامل نشأة ظاهرة المشترك اللفظي
ظاهرة المشترك اللفظي
يعرف المشترك اللفظي هو ان يكون اللفظ واحدا ويحصل اكثر من معنى.
ويختلف المشترك اللفظي عن الدلالة المجازية للالفاظ ان الأول وضع على سبيل الحقيقة، في حين تتغير المعاني المجازية للفظ من حال إلى حال باختلاف الاستعمالات والتراكيب، فالنهر على الحقيقة هو مجرى الماء وكذا استعمل فعله فيقال( نهر الماء اذا جرى في الأرض، وجعل لنفسه نهرا، ونهرت النهر حفرته، ونهر ينهر نهرا)، فأنت ترى أن مادة نهر لم تبتعد عن مدلول الجريان وموضع الماء الجاري، فهو يحمل دلالة واحدة، وهي حقيقته التي وضع له، ولكنك تستطيع أن تحمل اللفظ معاني أخرى على سبيل المجاز مثل صافحت النهر فخرج معناه إلى الاستعارة اي انك صافحت رجلا مشبها بالنهر لكرمه وسعة عطائه.
فإذا تعددت المعاني الحقيقة للفظ الواحد فهذا ما يعرف بالمشترك اللفظي، سواء أكانت هذه المعاني متقاربة بالدلالة ام مختلفة، فقد كتب والف عم هذه الظاهرة العديد من اللغويين القدامى أمثال الأصمعي وأبو عبيد واليزيدي وأبو العميثل والمبرد وكراع النمل وغيرهم، غير انهم لم يسموه بباب المشترك اللفظي وإنما ما اشتبه في اللفظ وأختلف في المعنى.
ووقف الدارسون المحدثون عليها موقف الدارس المتأمل، فميزوا بين ما ادخل على المشترك وما كان منه، وجعلوا المجاز مسوغا لإخراج الألفاظ التي أدخلها الدارسون في المشترك، كلفظ( الهلال) الذي يطلق على هلال السماء وهلال الصيد( وهو آلة تشبه الهلال يعرقل بها خمار الوحش)، وهلال الإصبع المطيف بالظفر، والحية اذا سلخت، والحمل الهزيل من كثرة الضراب.
عوامل نشأة ظاهرة المشترك اللفظي
هناك عدة عوامل أدت إلى نشأة ظاهرة المشترك اللفظي في العربية منها:
- إختلاف اللهجات القبلية في استعمالها لبعض المفردات.
- البولو التي تشتق منها الألفاظ للدلالة على معان جديدة ذات معان عامة، فتستعمل الدلالة على مسميات مختلفة تشترك في تلك الصفة او ذلك المعنى العام.
- التطور الدلالي والصوتي مثل كلمة (ادب) الذي اتخذ سنوات طويلة في معاني مختلفة لا تكاد تلتقي في واحد منها، أما الصوتي فقد ذهب ( وافي) إلى أنه ينال الأصوات الأصلية للفظ بعض التغيير او الحذف او الزيادة وفقا لقوانين التطور الصوتي.
- ان جهل الفروق اللغوية هو طريق آخر لإيجاد هذا النوع من المشترك اللفظي، إذ يؤيد فندريس هذه النظرة رافضا القول بقبول وجود المتجانسات اللفظية في اللغة،إذ أن الكلمة توجد في كل مرة تستعمل فيها في جو يحدد معناها تحديدا مؤقتا، والسياق هو الذي يفرض قيمة واحدة بعينها في الكلمة بالرغم من المعاني المتنوعة التي في وسعها ان تدل عليها.
