هو عاصم بن زيد العبادي يتصل نسبه بالعباد ونصارى الحيرة، وكان والده جند الشام الذين وفدوا على الأندلس في فترة الولاة، نشأ ابو المخشي في بلدة شوش فاتجه إلى قرض الشعر وما زال ينبع فيه حتى صار من ألمع شعراء عصره.
كان ذا هجاء يمس الحرم ويتناول الأعراض أحيانا، وكان في بداية الأمر كثير المديح لسليمان عبد الرحمن الداخل، وقد ذكر الرازي ان ابا المخشي كان شاعر الأندلس وانه كان صاحب المعاني الحسنة والنوادر الكثيرة والقول الغزير.
ولكن بالرغم مما عرف عنه من غزارة القول لم يصلنا من شعره الا القليل، منه بعض الأبيات التي تتحدث عن محنة الصبر التي يجعلها مقدمة القصيدة في مدح عبد الرحمن الداخل، يقول:
خضعت ام بناتي للعدا
إذ قضى الله بأمر فمضى
ورأت اعمى ضريرا وإنما
مشية في الأرض لمس بالعصا
فبكت وجدا وقالت قولة
وهي صدى بلغت مني المدى
ففؤادي فرح من قولها
ما من الا دواء داء كالعمى
واذا نال العمى اذا بصر
كان حيا مثل ميت قد ثوى
وكذلك بعض الأبيات التي يمجد فيها انتصارات عبد الرحمن الداخل في بعض المعارك ويمدح ويشيد بابنه سليمان بن عبد الرحمن.
ومن أروع أشعاره يصور الهم تصويرا دقيقا ويقول:
وهم ضافني في جوف ليل
كلا موجيهما عندي كبير
فبتنا والقلوب معلقات
وأجنحة الرياح بنا تطير