الانسولين ودهون البطن


الكاتب: غفران اليوسف -

الانسولين ودهون البطن

اهمية الأنسولين وتأثيره وعلاقته بدهون البطن

يعاني العديد من الأشخاص السمنة وزيادة دهون البطن، وللتعرف على الطريقة التي يتم من خلالها تكون وزيادة دهن البطن، لا بد من التعرف على العمليات التي تحدث داخل الجسم، وكذلك ما يفعله الانسولين ومعرفة تأثرياته.

الجميع يعلم أن البنكرياس الموجود تحت الجانب الأيسر من القفص الصدري ويميل قليلا إلى الجانب الأيمن، ومهمته إفراز بعض الهرمونات ومن اهمها هرمون الأنسولين.

تحفيز البنكرياس

يحفز السكر البنكرياس، وذلك عند تناول وجبة غنية بالكاربوهيدرات فإنها تتحول إلى سكر، فهناك بعض الأطعمة تتحول إلى سكر بسرعة كبيرة، والبعض الآخر منها وتتحول بشكل بطيء وهو ما يعرف ب( الغلايسمي)، ومثال على ذلك الكرفس الذي يتحول بشكل بطيء على عكس الحلويات التي تتحول بسرعة، فعند زيادة نسبة السكر اكثر مما هو مطلوب يحفز ذلك البنكرياس لإفراز هرمون الأنسولين.

ويرتبط عمل الأنسولين بالخلية، إذ يقوم بطرح السكر من الدم لتخفيض مستواه في الدم، ومن ذلك هي نستخلص من أهم وظائفه هي تغدية الخلية اي يعد مصدر الطاقة والغذاء له، ومن وظائفه ايضا فتح باب الخلايا لامتصاص الغلوكوز، إذ يدخل الغلوكوز الخلية ويمتلىء بها، وبهذا تطلق الخلية اشارة معينة إلى البنكرياس بالامتلاء ليتوقف، وهي آلية تقوم بها جميع الهرمونات.

اما اذا استمرت هذه الإشارة بإعطاء الأوامر، فإن البنكرياس سيواصل العمل ويقوم بارسال الهرمونات في حين أن الجسم مكتفي وليس بحاجة إلى المزيد، وبهذا فإن أهمية الانسولين هي تغدية الخلايا والمساعدة على تخزين السكر اي يأخذ السكر لكي يغذي الخلايا، كما يعمل على تخزين السكر في الكبد، ويخزن القليل في العضلات والكلى والدماغ وكريات الدم البيض، ولكن المخزن الرئيسي لها في الكبد والكلى، ويخزن الجسم السكر كعنصر والذي يسمى الغلايكوجين وهو سلسلة من جزيئات الغلوكوز مرتبطة ببعضها.

وهناك مصدران أساسيان من مصادر الطاقة يخزنها الجسم وهما مخزن الغلايكوجين ومخزن الدهون، فمخزن الغلايكوجين مخزن السكر وفيه ما يقارب ١٧٠٠ سعرة حرارية مقارنة إلى حجمه الصغير جدا، ويقابله ٧٠٠٠٠٠ سعرة حرارية للدهون للشخص العادي، ويعمل الانسولين على امتصاص الغذاء داخل الخلايا، ويدعم مخزن السكر ( مخزن الغلايكوجين )، ويحول السكر الفائض والكاربوهيدرات إلى دهون، اي ان الدهون هي فائض الكاربوهيدرات، فعندما يرتفع السكر في الدم يحوله الأنسولين إلى دهون داخل الكبد، وبهذا فإنه يلقي الدهون في الكبد والجسم خصوصا منطقة البطن حول الكبد ويبدأ بالانتفاخ على شكل دهون البطن.

الفائض من السكر في الدم

يكون المستوى الطبيعي للسكر في الدم بين ٨٠ _ ١٠٠ ملج/ دسل، اي ملعقة صغيرة من السكر لكافة الدم الموجود في الجسم، اي غالون وثلث من الدم للشخص العادي، وبما أن الجميع يتجاوز العشرات من المعالق من السكر، والذي لا بد للانسولين ان يتعامل معها ويحول هذه السموم ةيطردها خارج الجسم، ويحمي الخلية ويتخلص من الفائض في المخزن وهو البطن اي يحوله إلى دهون داخل البطن.

واذا كان هناك فائضا من السكر على مدى فترة طويلة، مع زيادة في الانسولين بشكل مستمر، يتشكل بما يسمى مقاومة الانسولين إذ يصبح مستقبله مسدودا، وبهذا لا يمكن للغلوكوز(السكر) قادرا على دخوله الخلية، ولعدم وجود أي إشارة من داخل الخلية بأن الغلوكوز يدخل إليها لن يكون هناك حلقة ردود فعل البنكرياس ليتوقف وهكذا تكون العملية غير مكتملة من التواصل، وبذلك يحاول الجسم هنا التعويض بجلب المزيد من الانسولين لمحاولة إعادة الاتصال وفتح باب الخلية.

فالاشخاص الذين يعانون من نقص مقاومة هرمون الأنسولين لديهم من ٥ الى ٧ اضعاف من الانسولين اكثر من الشخص الطبيعي، وهي مرحلة ما قبل الإصابة بداء السكري.

وبهذا فإن جميع فائض الانسولين ينتقل عبر الجسم من غير فائدة اي انه لا يخفف من السكر ولا يغذي الخلايا وينتقل ويستقر عند المخزن وهو دهون البطن، وهو يلقي المزيد من الانسولين الذي يحول السكر الى الدهون مما يؤدي إلى كبد دهني.

ومن أهمية الأنسولين ايضا، ان البروتين يدخل إلى الخلية بمساعدة الانسلين بغيره لا يمكن امتصاص البروتين والحموضة الأمينية في الخلية ولهذا يعاني العديد من المصابين بالسكري خسارة في العضلات والكولاجين وضعف العضلات ولا يمكن بنائها ومشاكل المفاصل وفي البروتين، إضافة إلى البوتاسيوم الذي يعتبر المعدن الأساس، عندها لا يدخل البوتاسيوم في الخلية، وهذا يسبب الشعور بالاعياء وزيادة مستوى الصوديوم وزيادة معدل ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم واضطراب وخفقان القلب وتورم القدمين واضطراب في النوم اذ ان البوتاسيوم يساعد على استرخاء الجسم وكذلك تشنج في العضلات والإمساك وداء النقرس وحصر الكلى .







رائج



مختارات