التوحد، ويُطلق عليه أحياناً، "الذاتوية" (بالانجليزية:Autism): هو مرض يتلخص بأنه عبارة عن مجموعة اضطرابات دماغية اثناء تطور الطفل في النمو، وغالباً ما تبدأ الاعراض من فترة الرضاعة وصولاً الى السنوات الثلاث الاولى.
خلال هذه الفترة يتعين أن يستجيب الطفل الطبيعي للنداء، وتقليد الحركات والأصوات والنطق الخ، إلا أن اذا لم يكن يستجيب لأبيه او امه او ينطق، يتعين اجراء الفحص المبكر اللازم، لان الوقاية خير من العلاج كما يقولون.
عادة ما يكون الطفل المتوحد يعيش في عالم خاص، أي انه لا يحب الاختلاط ولا المشاركة ويبعد عينيه كلما طلبنا منه النظر الينا، ولا يحبذ الاحضان، ويعشق الرتابة والأشياء الدائرية ويميل احياناً الى ان يكون له صديق واحد.
عندما تضعه بين الاطفال فانه لا يتأقلم معهم مع مرور الزمن، فيظل كما هو، في عالمه الخاص، وهذا بالطبع لا يعني بالضرورة ان كل طفل لا يريد اللعب مع الآخرين هو مصاب بالتوحد، ثمة امور اخرى منها الخجل وغيرها اذا كان طبيعياً.
حتى الآن، لا يوجد أي تقرير طبي يؤكد السبب الرئيسي لحدوث التوحد لدى الاطفال، ويقصد بذلك التوحد بانواعه كافة، لكن طيف التوحد وربما التوحد نفسه، يرجع في الاساس الى ان الطفل قد وجد بديلاً عن الآب والأم.
والمقصود بالدليل ان الطفل عندما يقضي جل وقته على الهاتف فانه هذا الهاتف اصبح امه، وعندما ينتهي من الهاتف يشاهد التلفزيون وبالتالي اصبح التلفزيون هو ابوه، ثم تتحول الالعاب الالكترونية الاخرى الى اصدقاء واشقاء له.
الالعاب الالكترونية لا تتحدث ولا يوجد فيها ما يثير دماغ الطفل ويجعله يفكر، بل تصنع منه آلة تشبه الهاتف والتلفزيون وغيرها، آلة لا يمكن التحكم بمحتواها تماماً. لا يمكن للتلفزيون ان يستجيب لنداء او ينفذ امرا بالكلام، هذا هو المغزى.
وهنا تبين من التجارب التي مر بها الناس والكثير من الأطفال المصابين بالتوحد أنهم مشتركون في عدة أعراض وجميعها متشابهة الى حد ما.
ليس هنالك عامل واحد ووحيد يمكن ان يقال انه المسبب المؤكد، بشكل قاطع، لمرض التوحد، لكن ثمة عوامل اخرى مساعدة على نحو خطير.
قد يكون أي خلل وراثي، في حد ذاته وبمفرده، مسؤولا عن عدد من حالات الذاتوية، لكن يبدو، في نظرة شمولية، إن للجينات، بصفة عامة، تأثيرا مركزيا جدا، بل حاسما، على اضطراب الذاتوية. وقد تنتقل بعض الاعتلالات الوراثية وراثيا (موروثة) بينما قد تظهر أخرى غيرها بشكل تلقائي.
نظرا لاختلاف علامات وأعراض مرض التوحد من طفل إلى آخر، فمن المرجح أن يتصرف كل واحد من طفلين مختلفين، مع نفس التشخيص الطبي، بطرق مختلفة جدا وأن تكون لدى كل منهما مهارات مختلفة كليا.
1- العلاقات الاجتماعية المتبادلة:
2- اللغة:
3- السلوك.
هناك كثيرون يعتقدون أنه يمكن علاج الطفل المصاب بالتوحد وذلك من خلال برامج يمكن تطبيقها عليه بصورة تامة ومع ذلك يتخلص منه بمرور الوقت ويشفى بالتدريج ليصبح طفلاً طبيعياً، وهذا ما حدث بالفعل مع العديد من الاسر التي كافحت لعلاج اطفالها.
فالأطفال المصابون بالتوحد حدث الخلل معهم في الكبر وليس وهم رضع، كما يقول بعض المتخصصين، أي في سن البلوغ، فالساعة البيولوجية مهمة في تثبيت المعلومات في عقل الطفل، وتعديلها مهم جداً في بناء الجسم، وهذا بحد ذاته رسالة تنبيه بخصوص استخدام التكنولوجيا.
يتناول "مرتوى" موضوع علاج التوحد في وقت لاحق، بعد أن يجمع اكبر قدر من المعلومات من مصادر طبية عربية واجنبية ومحلية موثوقة.
أنواع مرض التوحد
هناك انواع كثيرة من التوحد لدى الاطفال، ومنها الذي يواجه فيه المصاب خللاً التواصل الكلامي ويتصرف بتصرفات متكررة على نحو ممل جدا، وهذا يسمى التوحد الكلاسيكي، وثمة انواع اخرى ومنها المصاب بمتلازمة أسبرجر وهي نوع من أنواع التوحد فيه يعاني من خلل استخدام الكلام في التعامل مع الآخرين.
يقول المتخصصون إن المصابين بمتلازمة "أسبرجر" طبيعيون وربما اذكياء لكنهم لا يرغبون في اللقاءات بالناس ولا الدخول المباشر للمجتمع.
الخلاصة
الطفل بحاجة الى حضن وكلام مباشر معه، يريد ان يلمس القلم لا ان يشاهده في التلفزيون، يريد ان ينطق لا ان يردد، الطفل فضولي ولابد من عدم قتل هذه الفطرة فيه.
يمنع منعاً باتاً وضع الهاتف بأيدي الاطفال مهما كانت الظروف، ويمنع عليه مشاهدة القنوات الغنائية ومنها مثلاً لا الحصر قناة طيور الجنة، فهي سبب وربما "البكتيريا" التي حطمت ادمغة الكثير من الأطفال، حيث تمت برمجة عقول الاطفال على ايقاعات متكررة.
لا هاتف، لا تلفزيون، لا العاب الكترونية! مفتاح التربية الصحيحة للطفل.
فهل يستمتع اطفالنا بمشاهدة اطفال عبر التلفزيون وهم يغنون في الهواء الطلق، بينما اطفالنا ينظرون اليهم ولا يسعهم إلا المشاهدة.. المشاهدة فحسب.