القَلب المكاني في اللغة


الكاتب: غفران اليوسف - - عدد المشاهدات: 652

القَلب المكاني في اللغة

القَلب المكاني في اللغة العربية

القلب لغة

القَلب: تَحويلُ الشيّء، وحَوّلهُ عن وجهِهِ، وقَلَبَه يَقلبُه قَلبَاً، واقلَبهُ من باب ضَرب، ولاك مَقلُوب أي مَصرُوف عن وجهِهِ.

اصطلاحا

هو تبديلُ بعض حروف الكلمة، مثل: "لَمسَ – سَملَ" أو تبديل حرفين من الكلمة لضرورة صرفية أو لفظية، فيكثُر القلب في المعتل والمهموز (ديوان الشاب الظريف - دراسة لغوية)، ويسمى أيضا القلب المكاني والقلب اللفظي والنقل المكاني، والقصد من هذا الإبدال، وهو تسهيل النطق غالباً.

وينقسم القلب المكاني على قسمين:

1- القلب المكاني الصرفي

وهو تبديلُ موقع حرفين من الكلمة، وغالباً ما يكون في مهموز أو معتل، لضرورة شعرية أو لفظية، مثل: آبار.

2- القلب المكاني اللغوي

ويَقصدُ به أن يُشتَق من الكلمة كلمة أخرى بتقديم الحروف بعضها على بعض بدون زيادة ولا نقصان فيها، وشرطها في ذلك أن تكون بينها مناسبة في المعنى أي متفقة بمعناها مثل: جَذب وجَبذ.

إن اللغةَ العربية تحتفظُ كثيراً بالصورة الأصلية للكلمة ومعها الصورة الحقيقية أو الجديدة وهي التي طَرأ عليها التقديم والتأخير، ويمكن معرفة الكلمة الأصلية وذلك بالرجوع إلى اللغة نفسها، فمن أمثلة التقديم والتأخير، غُضرُوف أو غَرضُوف، مَبهُوت أو مَهبُوت، صَفحَة أو صَحفَة.

وقال ابن السكيت: الحَمشَة مقلوب الحَشمَة وهي الغضب، وكلامٌ حَوشي ووَحشي والأوباش أو الأوشاب وهو مقلوب بمعنى الأخلاط من الناس، أمّا الزجّاجّي، فذكر أن أهل اللغة أن الجَاه مقلوب من الوَجه، فاستدل من وجه الرجل فهو جيه، وقال النحّاس في شرح المعّلقات، القلب الصحيح لدى البصريين مثل شاكي السلاح وشائك أمّا الذي يسميه الكوفيون بالقلب مثل جَبذ وجَذب، فهذا عند البصريين ليس بقلب، وإنما هو كما في شاكي السلاح و شائك، وجرف هارٍ أو هَائر.

فــ(أجزاء) جمع، مفردها (جزء) وهي مثل كلمة (أشياء)، فقد جاء عدد من الآراء، فيها وغيرها ما يماثلها، فالخليل والمازني أوضحا بان أصلها جزءاء، أي أصبحت (جزءاء)، فقُلبت الهمزة الأولى فيها، منعاً للثقل فتكون على وزن (لفعَاء) أمّا الكسائي فقد قال انه لايكون فيها قلب وإنما وزنها (افعَال) وتكون غير منصرفة، لأنها أشَبهَت حمراء، ومال أكثر اللغويين إلى الرأي الأول، وبذلك ثبتت فيها على أن علتها هي (القلب).

وكلمة (آباء) جمع و(أب) مفردها، وأصلها (أأباء)، وبتطبيق القاعدة التي تقول: إذا التقت همزتان فكانت الأولى متحركة والثانية ساكنة أو غير متحركة، فتُقلب الثانية حرف علة بحسب الحركة التي تُناسبها من الحرف الأول، فتُقلب ألفاً بحسب هذه القاعدة، فتكون على وزن (افعَال) وهمزتها مفتوحة.

وقول الشاعر:

وقعتِ بي وبآمالي على خِدعٍ *** مِنَ المُنَى بَيْنَ تَصْدِيقِ وَتَكْذيبِ

(آمال) جمع وهي لمفرد (أمل)، أصلها (أأمال)، على وزن (أفعَال)، بهمزتين الأولى متحركة والثانية ساكنة، فقُلبت الثانية ألفاً تَبعَاً للقاعدة السابقة، بحسب حركة الهمزة الأولى تُقلب الثانية، فأصبحت (آمال).

وقول الشاعر من القلب أيضا:

لكنّني أَهوَى وَفَاكَ وَفَاكَ إذْ *** أحبَبْتُ نيلَ تَشَرُّفٍ وترشُّفِ

(تشّرف وترّشف)، أُبدلت الحروف بتقديم الشين وتأخير الراء، وهذا مـــــا يُعــــرفُ بالقــــلب بأنه تَبديل لبعض حروف الكلمة على طريقة القلب اللغوي.







رائج



مختارات