الدور الإعلامي لأبي لهب وزوجته


الكاتب: جابر اليوسف -

الدور الإعلامي لأبي لهب وزوجته

ما هو الدور الإعلامي لأبي لهب وزوجته؟

سورة كاملة نزلت في أبي لهب وزوجته تصريحاً باسمه وامرأته بعكس ما أشار القرآن الكريم للآخرين الذين ضمروا العداوة والبغضاء للرسول وللدعوة الإسلامية فكثير منهم شاركوا بحروب ومعارك وتعذيب للمسلمين في بداية الدعوة الإسلامية إلا أن القرآن لم يصرح بأسمائهم انما تلميحاً لهم، بخلاف أبي لهب فقد صرح باسمه وزوجته تصريحا رغم انهما لم يشتركا بتعذيب المسلمين وضربهم وجلدهم بالسياط إلا انهما لعبا دورا اخطر مما لعبه الاخرون، دورا إعلاميا مؤثراً ومضللاً لكل من يستمع اليهما. لقد مارسا نشاطا إعلاميا خبيثا يعكس حالة من الحقد والبغض والكراهية للرسول ولدعوته.. فكان كلامهما يتصف بالكذب والتدليس والتضليل وينذرون الناس ويصدونهم من القبول برسالة الإسلام والدعوة اليه.

زوجة ابي لهب

كانت زوجته من اشد الناس حقداً وبغضاً للرسول ﷺ فكرهت الإسلام وحسدت الرسول. لقد كانت تمارس دوراً إعلامياً فاجراً وهي التي اطلقت على الرسول محمد عليه افضل الصلاة والسلام اسم (مذمما) أي من الذم وليس الحمد.

لقد كان خطرها الإعلامي اشد من خطر كفار ومشركي قريش ولم تستحِ من مداخلة مجالس الرجال وصار شغلها الشاغل هو صد الناس عن الإسلام. تتابع الاخبار وتتحرك بين الناس فتنشر اضاليلها وأكاذيبها عن الوحي وعن الرسول اما زوجها فسار على درب الباطل بجد واجتهاد ينافس زوجته في ممارسة دور اعلامي فاجر كاذب مضلل.

إن دور أبا لهب وزوجته الإعلامي يوضح لنا مدى خطورة الاعلام ودوره التعبوي في مناهضة او مناصره القضايا المصيرية لأي مجتمع او نظام فهو يمكن ان يلعب دوراً إيجابياً في البناء ويمكن أيضا ان يلعب دوراً سلبياً في التهديم.

وكان باستطاعة الرسول وأصحابه بعد أن قويت ىشوكة المسلمين بعد انتصارهم في معركة بدر ان يقتل عمه (أبو لهب) إلا ان عظمة الإسلام واخلاقه العظيمة تحول دون ذلك تاركاً ايّاه يلاقي مصيره المحتوم في الدنيا والاخرة.

لم يقتل الرسول وأصحابه المنتجبون أي كافر او مشرك او صادٍ عن سبيل الله او من يخالفهم بالاعتقاد إلا من شهر السيف عليهم وبدأ بقتالهم. كانت دعوتهم سلمية (لا اكراه في الدين من آمن فلنسفه ومن كفر فعليها.. كان القرآن دستورهم والقلم سيفهم.

كيف مات ابو لهب

مات أبو لهب بعد ان سمع ان المسلمين انتصروا في معركة بدر كمداً وحزناً ثم بعدها أصيب بمرض (العَدسَة) ولم يستطع احد ان يقترب اليه حتى تعفن، فحمله ابناؤه والقوه من اعلى جبل ثم رموه بالحجارة حتى دفن تحتها، لتنتهي حياته بهذه الصورة المأساوية.

ان هذين الإعلاميَين وبسبب دورهما الإعلامي لم يسقطا في أعين الناس فحسب بل انهما قد سقطا في عين الله سبحانه فأراد الله لهما الإهانة الى يوم الدين فخصص لهما سورة كاملة هي سورة المسد او سورة ابي لهب، مبشرا لهما بان مصيرهما النار.

نهايات مخزية

ولا بد من الإشارة ان هذه النهايات المخزية والمشينة لهذين الإعلاميين الفاجرين هي إشارة وتنبيه الى كل من يمارس اعلاماً مدلساً كاذباً ضالاً مضللاً فاجراً يصد عن سبيل الله ويزرع الفتن ويدعو الى القتل والاقتتال وتفريق جمع الامة وتدميرها وتضليل شبابها.

وينبغي عليه ان يتراجع وان يتوب قبل فوات الأوان فان لعنة الله والناس ستلاحقه في الدنيا وفي الاخرة له عذاب مهين فلا المال ولا الشهرة تنفع (مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَب ) فلا يفسد في الأرض وأن يكون إعلاميا صادقا نزيها يدعو الى الخير والصلاح وبناء الانسان ووحدة المجتمع ورفاهيته، ويذكر قوله تعالى (مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ).







رائج



مختارات