الغاز المُسيّل للدموع


الكاتب: جابر اليوسف -

الغاز المُسيّل للدموع

الغازات والقنابل المُسيّلة للدموع والوقاية منها

المقدمة

يستخدم الغاز عادة في السيطرة على التظاهرات والاحتجاجات المدنية وإنهاء أعمال الشغب من قبل الشرطة والقوى الأمنية لأنظمة أو دول سواء كانت أنظمة توصف بالديمقراطية أو بالدكتاتورية. وتشير المصادر الى ان انه استخدم قبل نحو الف سنة. وما من دولة في العالم إلا ولها مصانع لإنتاج أنواع مختلفة من الغازات التي تسمى بالمسيّلة للدموع، وتم استخدامها في كثير من الحكومات.

ومن الجدير بالذكر أن الأنظمة التي توصف بالديمقراطية تلزم قواتها الأمنية بالتدريب الجيد على استخدام هذا النوع من القنابل ومراعاة الضرورة في إطلاقها ضمن معايير قانونية تحدد الغرض إلا انه من المؤسف اليه هو عدم الالتفات الى تلك المعايير من قبل الكثير من الدول والتي تستخدم فيها أجهزتهم الأمنية وقوات الشرطة الغازات المسيلة للدموع لغرض تفريق وفض التظاهرات والتجمعات الاحتجاجية.

أنواع الغازات المستخدمة

هناك العديد من الغازات التي ينتجها ويصنعها العالم مثل الأدمسايت و البروموأسيتون، و(سي أن بي) و(سي أن سي) إلا أن أهمها واشهرها ثلاثة أنواع تختلف في تأثيراتها وهي:

  1. غاز اقل تأثيرا وهو الشائع في الاستخدام يصنع من غاز يطلق عليه اصطلاحا (سي أس).
  2. غاز متوسط التأثير يصنع من غاز يطلق عليه اصطلاحا غاز (سي أن) وهو اكثر فعالية وسمية وتأثيرا على البيئة.
  3. غاز الأقوى تأثيرا يصنع من غاز يطلق عليه اصطلاحا (سي آر) بسبب تأثيره السمي القاتل.

تأثيرات الغازات المسيلة للدموع

يتكون الغاز المسيل للدموع بشكل عام من دقائق صلبة ناعمة جدا تتحول عند إطلاقها في الجو الى غاز. تظهر أعراض متعددة ومختلفة لمستنشقيها كالسعال ودموع العينين نتيجة تهيج الأغشية في العينين. كما تعمل أيضا على تهيج الأغشية المخاطية للأنف وأغشية الفم والرئتين مما يتسبب بالبكاء والعطاس والسعال وصعوبة في التنفس وقد تؤدي الى الإصابة بالحروق والعمى المؤقت وفي حالات تؤدي الى التقيؤ المتواصل ينتهي بالموت. وعند التعرض للغاز لفترة طويلة او في أماكن مغلقة يمكن ان يسبب الغلوكوما (الماء الأزرق او الماء الأسود) المسبب للعمى وحروق من الدرجة الثانية وقد يسبب أيضا الموت الناتج عن حروق كيميائية للرئتين والبلعوم. كما انه يسبب أيضا لخطر إجهاض النساء الحوامل.

قنبلة الغاز المسيل للدموع

عبارة عن أسطوانة من الألمنيوم تحتوي على خمسة ثقوب من الأعلى وثقب واحد من الأسفل مغطاة بطبقة من الشمع اللاصق يذوب عن اطلاق القنبلة ومن ثم خروج الغاز منها.

أولا: غاز سي أس

إن الرمز (سي أس) يصطلح للغاز الذي يحتوي على المركب 2- كلوروبنزال مالونون نتريل وهو مادة صلبة في درجات الحرارة الاعتيادية.

يستخدم على نطاق واسع بسبب آثاره القوية مع انخفاض سميته اذ يعتمد تأثيره بكونه في صورة رذاذ الذي يعد من العوامل التي تحدد تأثيره على الإنسان، يسبب عند تعرض الأشخاص اليه أعراضا مؤلمة منها الدمع وألآم العين وتشنج الجفن والإحساس بالحرقة في الحلق والأنف وزيادة إفرازات الأنف وضيق الصدر والعطس والسعال والتهتك. تنتهي او تتلاشى بعد مرور 15 دقيقة في حالة التوقف لتعرض الغاز. لا توجد دلائل مقنعة على حدوث عواقب جسدية طويلة الأمد الا انه عند التعرض للغاز مباشرة فقد يحتمل ان تظهر الأعراض الآتية.

الم وعدم وضوح في الرؤية والم وتهيج وعطاس وسيلان الأنف والم وتقرح وافراط في افراز اللعاب في الفم، أما بالنسبة للحلق فهناك تهيج وحرق والم.. ضيق في التنفس وضيق الصدر والسعال والصفير وتفاقم الربو إما في الجهاز الهضمي فهناك عسر البلع والتهتك. يحدث فقدان في الوعي وتقشير الجلد والاكزيما او الطفح الجلدي.

تحضيره صناعيا

يحضر من تفاعل كلورو بنزاليهايد مع مالونونيتريل بوجود قاعدة ضعيفة مثل البريدين.

طرق الوقاية من الغاز

للوقاية من تأثيرات الغاز هي استخدام اقنعة الوقاية او وضع منديل مبلل بالماء والخل على الأنف. او غسل الوجه مسبقا بالماء وصابون زيت الزيتون او استخدام مادة الديفوترين. وعدم لمس العين عند التعرض للغاز.

كما يمكن إزالة آثار غاز CS باستخدام محلول قلوي يتكون من الماء وثنائي كبريتيت الصوديوم بتركيز 5%..

ويمكن استخدام المشروب الغازي كوكا كولا أيضا فتأثيره فعال أيضا لإزالة مفعول الغاز.

ثانيا: غاز (سي أن.

يتكون أساسا من المركب كلوريد الفنيسيل، وهو مادة ذات أهمية في الكيمياء العضوية باعتبارها هيكلاً بنائياً لجزيئات أخرى مشتقة. يتكون كلوريد الفيناسايل وصيغته الجزيئية C8H7ClO وكتلته المولية: 154.59 غم/مول من جزيء أسيتافينون معدّل، وقد استخدم تاريخياً في مكافحة الشغب تحت اسم غاز سي إن، حسبما ورد في ويكيبيديا.

إلا أنه بسبب سميته العالية لم يستخدم في فض التظاهرات وأعمال الشغب حيث يستخدم بدلا عنه غاز (سي أس).

تأثيرات غاز سي أس

تهيج اغشية الفم والانف والعينين والقصبة الهوائية والرئتين كما يسبب الاغماء وفقدان الاتزان وحدوث هلع وارتباك وفي التراكيز العالية يسبب تلفا في أنسجة قرنية العينين وقد يسبب تلف رئوي. أو نقص شديد في الاوكسجين (الاسفكسيا).

ثالثا: غاز (سي آر) الذي يتكون من المركب داي بنزأوكسازيباين وهو غاز مسيل للدموع يسبب الشلل المؤقت يفوق تأثيره 6-10 أضعاف تأثير غاز (سي أس).

تأثيرات غاز سي آر

تهيج شديد في الجلد وخاصة في الأماكن الرطبة من الجسم وتشنج الجفون ويسبب أيضا عمى موقت وسعال وصعوبة في التنفس وهلع كما انه يمكن أن ينتج عنه شلل فوري. سام في حالة ابتلاعه هناك اشتباه كونه مادة مسرطنة. قد يسبب الوفاة عند تعرضه لكميات كبيرة. قد يتسبب موت الشخص عند تعرض الغاز في أماكن سيئة التهوية فقد يمكن أن يستنشق جرعة مميتة خلال دقائق معدودة فتسبب اختناق شديد (الاسفكسيا) او الوذمة الرئوية (حالة تجمع السوائل في الرئتين فتمنع الأوكسجين ويصعب التنفس).

إن تأثير الغاز يستمر لفترة طويلة وخاصة الاسطح المسامية.

وعلى النقيض من غاز (سي أس) الذي يمكن إزالته بكميات كبيرة من الماء. إلا أن استخدام الماء في حالة تعرض الى (سي آر) يؤدي الى تفاقم آثاره إذ انه يسبب الم شديد يستمر لمدة يوم. لقد صنفه الجيش الأمريكي بانه سلاح كيميائي قتالي يسبب آثارا جانبية خطيرة.

العلاج والوقاية

هناك إجراءات لتخفيف الأعراض منها نزع الملابس الملوثة وغسل العينين باستخدام قطرات العيون لتخفيف ألم العينين.

وقبل ذلك يجب أن تشرف على اطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع قوات متدربة وواعية لخطورتها والاهم، ويجب أن تُرمى تلك القنابل بصورة غير مباشرة على التجمعات وبصورة عمودية حتى تفقد من سرعتها وقوتها.

قنبلة الغاز المسيل للدموع تعتمد على حشوة دافعة تجعل من سرعتها خطرة وان بعض الأنواع برأسها المعدني القوي قاتلة وتخترق عظام الجماجم والجسد في حال صوبت بشكل مباشر ويصبح دورها كالرصاصة القاتلة بل اسوأ بسبب قطرها الكبير.

ويجب أن تُرمى قرب المتظاهرين أو اسفل أقدامهم وليس على التجمعات بشكل افقي!، والقنابل التي تقذف من البنادق مخصصة للمديات البعيدة يحظر استخدامها من مديات قريبة وهناك بديل استخدام قنابل يدوية تقذف باليد.

هناك العديد من الدول توقفت عن استخدام القنابل التي تقذف من البنادق واستبدالها بالقنابل اليدوية والبخاخات الأكثر أمانا.







رائج



مختارات