رؤية الهلال بالعين والفلك


الكاتب: جابر اليوسف - - عدد المشاهدات: 544

رؤية الهلال بالعين والفلك

الفرق بين رؤية الهلال بالعين والأجهزة الفلكية

مقدمة

هلال رمضان: هو الهلال الذي يبشر بأول ليلة من شهر رمضان، ويتعين أن تكون رؤيته في اليوم 29 من شعبان، وينتهي مع غروب قرص الشمس. وبعد أن تثبت برؤيته، فهذا يعني أول ليلة من ليالي الشهر الفضيل، ويجب أن يصوم المسلمون الشهر كاملاً.

ولكن كلما يحل شهر رمضان المبارك تطرأ حالة من الانقسام إزاء رؤية الهلال، فترى دول تعلن غرته بينما تعلن دول أخرى عدم رؤيتها على الرغم من أن تلك الدول متجاورة، بل الانقسام يمتد إلى ما بين المدن داخل البلد الواحد، تماماً مثل تحديد أول أيام عيد الفطر.

ثمة تعارض فقهي بين المذاهب الإسلامية حول رؤية الهلال بالعين المجردة وشرعية الرؤية بالأجهزة الفلكية، وبالتأكيد فانه لا عبرة بالحساب الفلكي إنما الأصل في الرؤية أن تكون بالعين المجردة، لكن لو رؤي الهلال بالآلات الحديثة فإنه يعمل بهذه الرؤية.

وأما كيف يرى هلال شهر رمضان بالعين المجردة ولا يرى بالمراصد والآلات الفلكية الأخرى؟ فهذا حتماً قد يرجع إلى اختلاف مكان الرؤية ووقتها.

بسم الله الرحمن الرحيم

((إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ)) سورة التوبة - من الآية 36.

شهور ثابتة

(إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا) أي عدد شهور السنة في حكم الله وتقديره اثنا عشر شهرا، بمعنى انه لا سبيل لتغييرها أو الاختلاف فيها كونها من عند الله ولا يتغير علمه سبحانه وتعالى..

وبمقتضى الحال فان خلق السماوات والأرض يعني خلق الشمس والقمر وبمسيرة حركتهما تكون الشهور والأيام، وفي هذه الآية دلالة على أن الاعتبار في السنين بالشهور القمرية لا بالشمسية.

الشهور القمرية ثابتة من عند الله والتي اقترنت بحركة القمر وبمنازله المعروفة، أما الشهور الشمسية فهي من وضع الإنسان وقد حدد أيامها بالحس والتكرار في عصوره السحيقة في القدم وحدد عدد أيام الأسبوع وحدد عدد ساعات اليوم الى آخره من وحدات الزمن المعروفة.

الشهر القمري

إن الشهر القمري وفق المنظور الفلكي يكون وقته واحد لجميع الأرض فلا توجد منطقة من الأرض يتقدم شهرها على منطقة أخرى بخلاف الشهر أو اليوم الشمسي. حيث يبدأ على أساس سير القمر باتخاذه موضعا خاصا من الشمس في دوراته الطبيعية.

وفي نهاية كل دورة يدخل القمر تحت شعاع الشمس في حالة تسمى (حالة المحاق) فلا يمكن رؤيته في أي بقعة من بقاع الأرض. وعند خروجه من حالة المحاق وعند التمكن من رؤيته يدخل شهر قمري جديد لجميع بقاع الأرض من مشارقها الى مغاربها لا لمنطقة دون أخرى وان اختلفت الرؤيا في هذه المناطق، هلالا واحدا لا عدة أهلة، وهذا الأمر يختلف عن الشمس فللشمس مشارق عديدة ومغارب لان الأرض كروية وبطبيعة الحال سيكون لكل بقعة من الأرض مشرق خاص ومغرب لها.

القمر

أما بالنسبة للقمر فهو غير مرتبط بالأرض وليس له صلة بها وعليه لا يمكن أن يتعدد بتعدد مناطق الأرض. وعليه فان رؤية الهلال في بلد ما أو بقعة ما من الأرض هو دليل قاطع على خروج القمر من حالة المحاق وانه بداية شهر لجميع سكان الأرض جميعا وليس للمكان الذي تمت فيه الرؤية. فمثلا ليلة القدر هي ليلة واحدة لجميع أهل الأرض باختلاف آفاقهم فالقران نزل في ليلة واحدة وهي خير من ألف شهر وفيها يفرق كل أمر حكيم وهذا التفريق لا يخص بقعة دون أخرى ما يعني هي ليلة واحدة لا لكل بقعة ليلة قدر خاصة بهم، وهذه دلالة على أن الهلال واحد لجميع سكان الأرض أن منازل القمر هي حالة خاصة بالقمر سواء كانت الأرض موجودة أو غير موجودة.

ومما يؤكد صحة ما ذُكر هو الآيات

وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ
يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ ۖ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ ۗ

تساؤل عن فائدة توالي الهلال بعد الهلال والجواب هو مواقيت (أزمنة) للناس جميعا في الأرض (هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نوراً وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك إلا بالحق يفصل الآيات لقوم يعلمون.."(یونس-5).

الأجهزة الفلكية

لقد كانت العين المجردة هي الوسيلة الوحيدة لإثبات الشهر القمري، والتي غالبا ما تكون رؤيتها غير دقيقة أو أن الأنواء الجوية تعيق الرؤية، إضافة الى أن فقه ثبوت الرؤية يختلف باختلاف المذاهب الإسلامية وبالتالي فان ضبط الأشهر القمرية سيكون غير دقيق أو غير موحد. فربما يزيد أو ينقص من أيام السنة القمرية.

ومع تطور العلم والتكنولوجيا ظهرت وسائل فلكية متقدمة ومتطورة مذهلة قد ساعدت الإنسان من ضبط حركة الكواكب والنجوم بما فيها القمر. لذلك من الطبيعي جدا أن اعتماد تثبيت الشهر القمري على ضوء الحسابات والرؤية الفلكية سيكون دقيقا جدا، وإضافة الى أنها تتفق تماما مع ما جاء في الآية الكريمة ((إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ)). تبقى الشهور ثابتة عند الله في كتابة وعند البشر في وسائله العلمية الفلكية الدقيقة..

الخلاصة

من خلال البحث الذي اعتمد على عدد المصادر فانه لا توجد هناك قاعدة علمية متفق عليها بين علماء الفلك لا قديماً ولا حديثاً لإثبات رؤية الهلال بسبب اختلاف القواعد لديهم، مثلما لا توجد قاعدة متفق عليها بين رجال الفلك وعلماء الدين على اختلاف مذاهبهم.

المراجع

ويبيكيديا: هلال رمضان

جابر الكيمياء: الأهلة بين الرؤية البصرية والرؤية الفلكية

إسلام ويب: أهلة رمضان

كتاباتي: ثبوت هلال شهر رمضان: بين الشرع والعلم







رائج



مختارات