هي النوع الثاني من النواسخ التي تدخل على المبتدأ والخبر، وهي بذلك تشبه كان وأخواتها بملازمتها الجمل الاسمية، إذ انها حروفا وليست أفعالا، وتسمى بالحروف المشبهة بالفعل.
وتعمل عكس ما تعمله كان وأخواتها، فتنصب المبتدأ اسما لها، ورفع المبتدأ خبرا لها، إلا بوجود شرط في ذلك وهو ألا تتصل بها (ما) الزائدة، فعند اتصالها تكون قد كفت عملها وأبطلته، فيكون بعدها مبتدأ وخبر وبهذا يمكن دخولها على الجملة الفعلية.
اتفق النحويون على عمل النصب في أسمائها اختلفوا في توجيه الرفع في أخبارها، ورأى البصريون أن هذه النواسخ تعمل في الخبر، أما الكوفيون فيذهبون إلى أن الخبر باق على رفعه ولا تعمل في هذه الحروف شيئا.
اختلف النحويون في عدد هذه الحروف، فمنهم من قال إنها خمسة وهي: إنَّ وكأنَّ ولكنَّ وليت ولعلَّ، ومنهم من عدها سبعة حيث أضافوا إليها (لا) النافية للجنس، وأوصلها ابن هشام إلى ثمانية وذلك بإضافة (عسى) في حال اتصالها بضمير نصب.
وفي معنى هذه الحروف "ومعنى "إنّ وأنَّ" التوكيد، ومعنى "كأنَّ" التشبيه، و"لكن" للاستدراك، و"ليت" للتمني، و"لعل" للترجي والأشفاق، والفرق بين الترجي والتمني يكون في الممكن، نحو:" ليت زيدا قائم" وفي غير الممكن، نحو:" ليت الشبابَ يعودُ يوما"، وأن الترجي لا يكون إلا في الممكن؛ فلا تقول" لعل الشباب يعود " والفرق بين الترجي والأشفاق أن الترجي يكون في المحبوب، نحو: " لعل الله يرحمنا"، والأشفاق في المكروه نحو: "لعل العدو يقدم".
ومن هذه الحروف وأحكامها وشرحها، هي:
وهي من الحروف المشبهة بالفعل، والتي تنصب الاسم وترفع الخبر، والتي تفيد التوكيد، ويجب كسر إنّ في ستة مواضع:
وقد تأتي منها (إن) المخففة ويكون أعمالها قلل؛ لزوال اختصاصها، واختلف النحويون في عملها، إذ يرى البصريون أن أعمال إن المخففة في الاسم النصب، وفي الرفع كالثقيلة، والكوفيون فيرون أنها مهملة ولا تعمل شيئا.
ويمكن فتح "إنَّ" وكسرها في مواضع منها:
تنصب الاسم وترفع الخبر، وهي لا تتصدر الكلام، وعلة ذلك عند سيبويه بقوله: " وإنما كرهوا؛ ابتداء (أن) لئلا يشبهوها بالأسماء التي تعمل فيها (إنَّ)، ولئلا يشبهوها بـ(أن) الخفيفة؛ لأن (أنَّ) والفعل بمنزلة مصدر فعله الذي ينصبه، والمصادر تعمل فيها (إنَّ) و (أنَّ)".
وأيضا هناك اختلاف في وجهات النظر لدى النحويين في أعمال (أنَّ)، إذ يرى البصريون بأنها عاملة، أما الكوفيون فيرون إهمال (أنَّ) المفتوحة المخففة من الثقيلة، أي غير العاملة.
لكن من الأحرف الشبهة بالفعل، وهي تفيد التوكيد والاستدراك.
واختلف النحويون في كونها مركبة أم لا، إذ يرى الفراء أنها مركبة من (لكنْ) بالنون الساكنة و(أنّ)، وبعضهم من يرى أنها مركبة من (لا) و(أنَّ) فحذفت الهمزة تخفيفا وزيدت بعدها الكاف، وهناك من يرى أنها مركبة من (لا) و(كأنَّ).
ويرى صاحب كتاب المفصل بوجود اختلاف في دلالة (لكن) المشددة، فيرى أكثرهم أن (لكن) إذا خففت فإنه يبطل عملها مطلقا؛ لأنها حينئذ تكون قد أشبهت لكن العاطفة لفظا ومعنى، فأجريت مجراها في عدم العمل.
هو من الأحرف المشبهة بالفعل، تكون دلالته للترجي أو التوقع والأشفاق.
فالترجي هو انتظار حصول امر مرغوب فيه من قبل المتكلم، ويكون ميسور التحقق، ولا يكون الا في الممكن ومثله التوقع.
ووردت (لعل) بثبوت اللام وحذفها، كما قال سيبويه: "و(لعل) حكاية، لأن اللام ها هنا زائدة، بمنزلتها في لافعل، الا ترى أنك تقول: علك.....".
ومن هذا يتبين أن (لعل) حرف ينصب الاسم، ويرفع الخبر، وزعم ابن يونس انه لغة بعض العرب، فقال: لعل أباك منطلقا، ولها معان منها: