إذا وقعت (إنَّ) ابتداء، أي في بداية الجملة والكلام، نحو: إن زيدًا قائمٌ، ولا يجوز الابتداء بـ(أنَّ) المفتوحة الهمزة، نحو: (أنَّك فاضلٌ عندي)، بل يجوز القول (عندي أنَّك فاضلٌ).
أن تقع (إنَّ) صدر صلة، أي تقع بعد اسم موصول، نحو: (جاء الذي إنَّه قائمٌ)، وقوله تعالى: "وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ".
أن تقع جوابًا للقسم وفي خبرها اللام، نحو: (والله إنَّ زيدًا لقائمٌ).
ان تقع في جملة محكية بالقول، نحو: (قلت إنَّ زيدًا قائمٌ)، وفي قوله تعالى: "وقَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ"، فإن لم تجرِ مجرى القول وانما كانت من باب الظن، تفتح همزتها، كما في: (أتقول أن زيدًا قائمٌ)، بمعنى: أتظن؟
أن تقع في جملة هي موضع حال، نحو: (زرته وإني ذو أملٍ)، وقوله تعالى: "كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ".
وقول الشاعر:
ما أعطياني ولا سألتهما إلّا وإنَّي لحاجزي كرمي
الشاهد: جاءت همزة (إنَّ) مكسورة؛ لانها وقعت موقع الحال.
أن تقع بعد فعل من أفعال القلوب (علِم، رأى، وجد، درى، الفى، جعل، حسب، خال، زعم، هب، الخ..)، وفي خبرها اللام، نحو: (علمت إن زيدًا لقائمٌ)، فإن لم يكن في خبرها اللام فُتحت، نحو: (علمت أنَّ زيدًا قائمٌ).
إذا وقعت بعد (ألا) الاستفتاحية، نحو: (ألا إنَّ زيدًا قائمٌ)، ومنه قوله تعالى: "ألا إنَّهُم هُمُ السُّفَهَاء".
إن وقعت بعد (حيث)، نحو: (اجلس حيث إنَّ زيدًا جالسٌ).
إن وقعت في جملة هي خبر عن اسم عين، نحو: زيدٌ إنَّه قائمٌ).
بعد (إذا) الفجائية، نحو: (خرجت فإذا إنَّ زيدًا قائمٌ)، هذه الجملة تقرأ بكسر همزة إنَّ وفتح همزة أنَّ، أي يجوز فيها الوجهان، فمن قرأها بكسر الهمزة جعلها جملة، والمعنى خرجت فإذا زيدٌ قائمٌ.
ومن قرأها بفتح همزة (أنَّ) جعلها مصدر مؤولا، والتقدير: خرجت فإذا قيامُ زيدٍ، والخبر محذوف تقديره (في الحضرة)، أو خرجت فإذا قيامُ زيدٍ، والخبر المحذوف تقديره (موجود).
وفي قول الشاعر:
وكنت أرى زيدًا كما قيل سيدًا إذ إنَّه عبد القفا واللهازم
الشاهد: (إذا أنَّه) جاز في همزة (إنَّ) الوجهان، فمن كسر الهمزة جعلها جملة، والمعنى: إذ هو عبد القفا واللهازم، ومن فتحها جعلها مصدرًا مؤولًا مبتدأ وخبره محذوف، والتقدير، اذ عبوديته موجودة، أو في الحضرة عبوديته.
إذا وقعت جواب قسم وليس في خبرها اللام، نحو: (حلفت إنَّ زيدًا قائمٌ)، و(أقسمت أنَّ زيدًا قائمٌ)، تقرأ بجواز الوجهين بفتح وكسر همزة (إنَّ)، ومنه قول الشاعر:
لتقعدن مقعد القصيّ مني ذي القاذورة المقليّ
أو تحلفي بربك العليّ أني أبو ذيالك الصبي
الشاهد: قوله (أنَّي) حيث يجوز في همزة (إنَّ) الكسر والفتح؛ لأنَّها وقعت بعد فعل قسم لا لام بعده.
بعد فاء الجزاء، نحو: (من يأتني فإنَّه مكرم)، فمن كسر همزة (إنَّ) جعلها جملة، والتقدير: من يأتيني فهو مكرم، ومن فتح همزة (أنَّ)، جعلها ومعموليها مصدرًا مؤولًا، والتقدير: من يأتني فإكرامه موجود، و(موجود) خبر محذوف للمبتدأ إكرامه، أو يقال في جواب الشرط، فجزاؤه الإكرام، و(الإكرام) هو خبر محذوف للمبتدأ (جزاؤه).
إذا وقعت (إنَّ) بعد مبتدأ هو قول (في المعنى)، وخبر (إنَّ) قول، والقائل واحد، نحو: (خيرُ القول إني أحمد)، إذ يصح فتح همزة (أنَّ) وكسرها، والقول: (أنَّي أحمد)، فمن فتح همزة (أنَّ) جعلها وصلتها مصدرًا خبرا عن خير، والتقدير: (خيرُ القول حمدُ الله)، ومن كسرها جعلها جملة، فهي لا تحتاج الى رابط؛ لأنَّها نفس المبتدأ في المعنى.