النَسَب والتصغير


الكاتب: غفران اليوسف - - عدد المشاهدات: 1138

النَسَب والتصغير

محتويات

  • النسب
  • التَصغير

  • ما هو النَسَب والتصغير

    النسب

    فالنَسَب لغة: القَرابَة، أي أن فلاناً نَسَبه من بني فلان (1)، ومنهم من عَرَّفهُ: "النون والسين والباء كلمة واحدة قياسها اتصال شيء بشيء".

    أمَّا اصطلاحا، فهو إلحاق آخر الاسم ياءً مشددة مكسور ماقبلها، للدلالة على نسبة شيء إلى آخر.

    ويكون معنى النَسَب، كما أشار سيبويه، الإضافة، أي أن تلحق آخر الاسم ياءٌ مشددة، تدلّ على نسبته إلى المجرد منها، إذ قال ابن الوراق: اعلم أن النسب يعني إضافة شيء إلى شيء، وإنما تشدد ياؤه؛ لان النسبة تصبح لازمة للمنسوب، فصارت هذه الإضافة أشد مبالغة من جميع الإضافات.

    ويَحدثُ بالنسب تغييرات ثلاثة، فالأول: لفظي وهو إلحاق آخر الاسم ياءً مشددة، وكسر ما قبل الآخر ونَقل حركة الإعراب إلى الياء، والثاني: معنوي، وهو جعل المنسوب إليه اسماً للمنسوب، أمَّا الثالث والأخير: فحكمي، وهو معاملته معاملة اسم المفعول من حيث رفعه الضمير والظاهر على النائبية عن الفاعل؛ لأنه تَضَمن بعد إلحاق ياء النَسَب معنى اسم المَفُعول.

    فالأصل في النسب أن يُقال: فلان من بني فلان، أو يُقال: من بيئة كذا، لكنهم اختصروا ذلك واجتزؤوا بالياء من هذا التطويل، كما اجتزؤوا بياء التصغير من النَعت حقيراً أو صغيراً.

    وبذلك يكون الغرض من النَسَب هو الاختصَار والتَوضيح بأن يجعل المَنسُوب من المَنسُوب إليه أو من تلك القبيلة أو البلدة، مثل: هَاشمِي، قَرشِي، ودِمشقِي .

    كقول الشاعر:

    كَلِفْتُ بِحبّهِ صُوفيَّ وَصْلٍ فَمَاضِيهِ إليهِ لا يُعادُ

    فـ(صُوِفي) نسبة إلى الصوفيين، وقوله:

    لَعَمْرُكَ ما الفَخْرُ العِرَاقِيُّ مَيِّتٌ وإنْ كَانَ ما بَيْنَ القُبُورِ لَهُ قَبْرُ

    فـ(العِراقي) نسبة إلى العِراق، أو في قوله وصفاً:

    التَصغير

    في اللغة: "(التَصغير) الصُغر: ضدَ الكُبر، وقد صَغر الشيء، وهو صَغِيره وصُغَـــار بالضــم، وأصغَــر غيـــــره، وصَغـــــره تَصغِيراً.... واستَصغَره: عَـدَّه صَغِيـــراً وتَصَاغَرت إليه نفسه: تَحَاقَرت".

    أمَّا اصطلاحا، فيمكن تَعريفه بـ" أن ترد تصغيرا الاسم المُحتَقر إما لتهاون وإما لصغر فضم مبداه لهذي الحادثة وزده ياء تبديها ثالثة" (2).

    فالتَصغير لغة: هو القليل، واصطلاحا: هو تغيير مخصوص يأتي بَيَانه.

    وللتَصغير فوائد وشروط وعلامات وأبنية، فوائده هي:

    • تقليل ذات الشيء، مثل: كُليب.
    • تَحقِير شأنه، مثل: رُحَيل.
    • تقليل كميته، مثل: دُريهمَات.
    • تقريب زمانه، مثل:قُبَيْل العَصر، وبعيد المَغرب.
    • تقريب مسافته، مثل: فُويق المرحلة، وتُحيت البريد.
    • تقريب منزلته، مثل: صُديّقي .

    ووجب ضم أول المُصغَر؛ لوجهين:

    أ‌- إن الأصغر في الحركات هو الضم؛ لأنها تَخرجُ من بين الشفتين وتنضم عليه الشفتان، وليس الفتح والكسر هكذا؛ لان الفتح يَخرجُ من الحلق، وبهذا لا ينطبق بها، أمَّا الكسر، فيخرجُ من وسط اللسان.

    ب- إن المُصغَر قد أصبح متضمناً للمكبر، فشابه فعل ما لم يُسَمَّ فاعله، فوجب فيه ضم أول المُصغَر .

    أمَّا شروطه، فلابد أن يكون اسماً معرباً، قابلاً للتصغير، وخالياً من صيغه وشبهها، فلا يُصغَر الفعل ولا الحرف، وشَذَّ تَصغِير فعل التعجب، مثل: ما أحيلاه! وما أميلحه!، ولا يُصغَر الاسم المبني على وشَذَّ تَصغِير بعض الأسماء الموصولة، وأسماء الإشارة كالذي والتي وذا وتا إذ قالوا في تصغيرها اللذيا واللتيا وذيا وتيا، ولايُصغَر ماليس قابلاً للتصغير ككَبير وعَظيم، ولا الأسماء المعظمة لما بينها وبين تصغيرها من التنافي، ولا يُصغَر مثل: الكُميت؛ لأنه على صيغة التَصغير، ولا مُبيطر ومُهيمن؛ لأنها شبيهة بصيغة التَصغير .

    أمَّا علامته، فهي ثلاث: ضم أوله، وفتح ثانيه، واجتلاب ياء ثالثه، وللتصغير ثلاثة أوزان، وهي فُعَيْل، مثل: بُويب، ونُييب، وفُعَيعِل، مثل: رُويجِل، وفُعَيْعيل، مثل: قنيديل، ومن هذه الأوزان ما ذكره الشاعرفيقول:

    كُفَّ عَنِ العاشقين مُقتصراً هل أنت إلاَّ حويرسُ الخُضرا

    فـ(حُويرس)، تَصغير حَارس، على وزن (فُعَيْعِل)،وكلمة اخرى مثل (عُبيد) مصغر (عَبد)، على وزن (فُعَيْل)،وكلمة (سُويداء)، تصغير سوداء، على وزن (فُعَيْلاء).

    فهذه الأسماء كانت على ثلاثة أخرى، أو أربعة، أو خمسة أحرف، فالاسم (عُبيد)، من (عَبد) يكون على ثلاثة أحرف، أمَّا (حُويرس) من الاسم (حَارس) هو من أربعة أحرف، وكذلك بالنسبة إلى (حُويجة) من (حَاجة)، أما الاسم المُصغر (سُويداء) من (سوداء) فهو على خمسة أحرف.







    رائج



    مختارات