محتويات
ويعرفان بأنهما: "اسمان مصوغـــان من الفعل للدلالـــة على زمَانه أو مكَانه"(1).
ولهذه الأسماء أهمية كبيرة؛ لأنها ضرب من الاختصار والإيجاز في لغتنا العربية، إذ فيها يعرف مكان الفعل وزمانه، وتُصاغ هذه الأسماء من الثلاثي المجَرد من المفتوح والمكسور العين، فمفتوح العين يكون بناؤه من كل فعل عين مضارعه مفتوحة، مثل: مَشرَب، مَلبَس، أو مضمومة، مثل: المصدر، المَقتَل، المَسكَن، أمَّا مكسور العين، مثل: المجَلِس، المَبِيت، المَصِيف، إلا ما كان معتل الفاء واللام، مثل: المَوعِد، المَرمَى.
وهناك عدد من الأبنية على الأوزان الثلاثية والرباعية، فمن أوزانه الثلاثية:
1-(مَفعَل):
"وأمَّا ما كان يَفعَل منه مفتوحاً فان اسم المكان يكون مفتوحاً، كما كان الفعل مفتوحاً، وذلك قولك: شَرب- يَشرَب ،ونقول للمكان مَشرَب...وأما ماكان يَفعل منه مضموماً فهو بمنزلة ماكان يفعل منه مفتوحاً".
وقد جاءت مثل هذه الأبنية في قول الشاعر:
لا بتَّ مِثْلَ مَبِيتِ مُهْجَتِهِ مأْوَى الهُمُومَ وَمَجْمَعِ الكُرَبِ
فأسماء المكان هنا: (مَبِيت) و(مَأوَى) و(مَجمَع)، تكون ثلاثية على وزن (مَفعَل)، وقول الشاعر:
وأرى الوُجُودَ بأسرهِ رجعَ الصَّدى وأَرَى وُجُودَكَ مَنْشأَ الأصْوَاتِ
فـ(مَنشَأ) اسم مكان، على وزن (مَفعَل).
2- مَفعِل: يكون اسم الزمان والمكان على وزن (مَفعِل) بكسر العين، إذا كان مشتقاً من فعل ثلاثي صحيح اللام(ديوان الشاب الظريف - دراسة لغوية)، فيكون مضارعه مكسور العين، مثل: جَلَسَ – يَجلِس – مَجلِس ، ومن هذا قول الشاعر:
هَجَرتْهُ حِيناً ثُمّ لمّا أَنْعَمَتْ جَاءَتْهُ في رَمَضان قَبْلَ المَغْرِبِ
فـ(المَغرِب) اسم زمان، على وزن (مَفعِل)، وقوله أيضا:
في كُلِّ جَفْنٍ لِلتَّسَهُّدِ مَوْطِنٌ وَبِكُلِّ خَدٍّ لِلدُّمُوعِ مَسِيلُ
أمَّا (مَوطِن) فهو اسم مكان، على وزن (مَفعِل).
أمَّا من غير الثلاثي، فان اسم الزمان والمكان يكون على وزن اسم الَمفعُول، بزيادة الميم المضمومة وفتح ماقبل الآخر، مثل: (منتظَر الزوار)، بمعنى هنا مكان انتظارهم، كقول الشاعر:
أَيُّ صَبٍّ قَدْ غَادَرَ الوَجْدُ مِنْهُ مُستَقَراً بِقَلبِهِ وَمُقَامَا
فـ(مُستَقَر) اسم مكان غير الثلاثي.