أدوات الشرط الجازمة وغير الجازمة


الكاتب: غفران اليوسف -

أدوات الشرط الجازمة وغير الجازمة

ما هي أدوات الشرط الجازمة وغير الجازمة

أدوات الشرط الجازمة

1- (إن): تستعمل (إن) في المعاني المشكوك في حصولها والمحتملة الوقوع، والتي يغلبُ عليها بأن تكون موهومة ونادرة، كقوله تعالى: "وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا "، وهي محتملة الوقوع، أمَّا المشكوك في حصولها، مثل قوله تعالى: "انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي "، فقيل: "ولا تستعمل (إن) إلا في المعاني المحتملة المشكوك في كونها، ولذلك قبح (إن احمد اليسر كان كذا) و(إن طلعت شمس آتك) إلا في اليوم المغيم"، ويكون استعمالها أيضا في المعاني المستحيلة، كقوله تعالى: "يَا مَعْشَر الْجِنّ وَالْإِنْس إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَار السَّمَوَات وَالْأَرْض فَانْفُذُوا"، إذا لا يمكن لأحد الخروج من ملك الله (1).

وعدَّها سيبويه بأنها هي أم حروف الجزاء، وسُميت لذلك أم الباب في الشرط: "إن (إنْ) هي أم حروف الجزاء، فسألتهُ: لمَ قلت ذلك، فقال: من قبل إني أرى حروف الجزاء قد يتصرفن، فيكن استفهاماً، ومنها ما يفارقه (ما)، فلا يكون فيه الجزاء، وهذه على حال واحدة أبداً لاتفارق المجازاة" .

و(إن) هو حرف، يجزم فعلين، إذ تدخل (إن) على جملتين، الشرط والجزاء، مثل: (إن تضربني أضربك)، ولا يخلو فعلا الشرط والجزاء من أن يكونا مضارعين أو ماضيين، أو أحدهما مضارعاً، والآخر ماضياً، فإذا كانا مضارعين فلا يجوز فيهما إلا الجزم، وكذلك في أحدهما إذا كان شرطاً، وإذا كان الجزاء أمراً، أو نهياً أو يكون ماضياً، أو مبتدأ وخبراً، فلابـــد من وجود الفاء في جملتهـــا، مثل: إن أتــــاك زيد فأكـــرمه.

لها استعمالات معينة منها:

أ‌- لابد من يأتي بعدها فعلان مجزومان لفظاً أو محلاً، أحدهما فعل الشرط والآخر جوابه، ولكن قد يأتي بعدها اسم، وفي هذه الحالة تقدر بعدها فعلاً يفسره الفعل المذكور بعده، مثل: إن زيد جاء فأكرمه.

ب‌- يكثر وقوع "ما" الزائدة بعد "إن" فتدغم فيها النون، مثل: إما ترَ زيد فأكرمه، فهو حرف شرط مبني على السكون .

ومنها قوله:

إن غبتُ عنهم تباهوا في قصائدهمْ بِغَيْبَةِ الشمسِ تَبْدُو زِينَةُ الشهُبِ

(إن) شرطية، محتملة مشكوك في وجودها للمعنى وهو التباهي بقصائدهم بعد الغيبة.

ويقول الشاعر:

إنْ نازلوهُ فهوَ ليثُ عرينهِ أَوْ غَازَلُوه فَهْوَ ظَبْي كِنَاسِ

(إن) يجزم فعلين كما علمنا، فلابد فيها من وجود جواب الشرط وفعله، وقد تتضمن جملة الجواب للشرط على (الفاء)، في (فهو ليث) والثانية (فهو ظبي كناس)، ومنها قوله:

إنْ دَامَ هَذا التَّجَنِّي مِنْكَ والغَضَبُ فَلا تَسَلْ عَنْ فُؤَادِي كيفَ يَلتَهِبُ

استعملت مع جملة جواب الشرط لـ(إن) متضمنة للفاء في (فلا تسل)، إذ جاء بعدها نهي، وقوله:

إنْ لمْ ترقّ لَهُ فَقَدْ رقَّتْ عليهِ دُمُوعُهُ

اقترن جواب الشرط بـ(الفاء)؛ لأنه ماضٍ سبق ب(قد).

وأمَّا قوله:

إنْ لمْ تجدُ لي باللّقَا كُنْ بالوُعُودِ مُعَلِّلي

نلاحظ في جواب الشرط حذف الفاء، وأصلها (فكن)، وهو فعل أمر، إذ لاتُحذف الفاء إلا ضرورة، أو في مواضع معينة كالتمني أو الأمر، أو النهي وغير ذلك.

2- (مَنْ): هو اسم شرط جازم مبني على السكون، وتستعمل للعاقل مذكراً ومؤنثاً مفرداً أو غيره".

وأشار سيبويه إليها بقوله: "وهي للمسألة عن الأناسي، ويكون بها الجزاء، للأناسي، وتكون بمنزلة (الذي) للأناسي" .

وان قال قائــــل: فقــــد قــــــال تعــــالى: "وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ"، فهذا يعني انه لغير الآدميين (لغير العاقل)، وقوله تعالى: "وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ "، قيل فيه الجواز؛ لأنه قد ذكَرَ الآدميين مع غيرهم أو خلطهم معاً، بقوله: "وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ ", فإذا اختلط المذكوران جرى على احدهما ما هو للآخر، إذا كان في مثل معناه.

وهو اسم يجزم فعلين الأول هو فعل الشرط والثاني جوابه، كقوله تعالى: "فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ"، ويعرب مبتدأ إن كان فعل الشرط في الجملة لازماً أو متعدياً قد استوفى مفعوله، وفعل الشرط وجوابه معا يكونان في محل رفع خبر، ولا يشترط في فعل الشرط والجواب أن يكونا متحدين، فيمكن أن يكونا ماضيين لفظاً في محل جزم، مثل: من صدقَ في عمله أحبه الناس، أو يكونا مضارعين مجزومين وجوباً، مثل: مَنْ يعمل الخير يُحمد، أو يكون الأول ماضياً والثاني مضارعاً، كقوله تعالى: "مَنْ كَانَ يُرِيد الْحَيَاة الدُّنْيَا وَزِينَتهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالهمْ"، فالأول وهو فعل الشرط ماضٍ وجوابه مضارع.

وورد اسم الشرط (مَنْ) في قول الشاعر:

مَنْ عَايَنَ الدَّهْشَةَ في وَجْهِهِ دَرَى بأنَّ السَّهْمَ مِنْ طَرفِهِ

فـ(مَنْ) اسم شرط جازم لفعلين، وجاء الفعلان (عَاين) وهو فعل الشرط ماضياً، و(دَرَى) وهو جواب الشرط ماضياً أيضا، وقول الشاعر في (مَنْ):

فَمَنْ وَافَى يَعِيبُ الشَّمْسَ يَوْماً كفاهُ على جهالتهِ دَليلا

(من) جزمت فعلين، الأول جملة فعلية (يعيب الشمس) وهو فعل الشرط متعدياً قد استوفى مفعوله، والثاني جلمة (كفاه) وهي جواب الشرط، وقول الشاعر:

مَنْ لَيْسَ في لَحْمِهُمُ فَضْلَةً فَلَيْسَ في فَضْلِهِمُ لَحْمَهْ

دخلت على جواب الشرط (الفاء)؛ إذ سبقت الفاء جملة اسمية.

أدوات الشرط غير الجازمة

1- (إذا):

ظرف لما يستقبل من الزمان، وللماضي بقرينة، وتتضمن معنى الشرط، إذ أنها لاتجزم، وقد كثر مجيء الماضي بعدها، ويُراد بها الاستقبال، إذ قيل: "إذا فيما تستقبل بمنزلة إذا فيما مضى".

والأصل في (إذا) أن تكون للمقطوع والمتأكد من حصوله، وتكون لكثير الوقع، فمن المقطوع بحصوله قوله تعالى: "كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ"، فهو أمر لابد من وقوعه وحصوله وهو الموت، وما يقع كثيراً، قوله تعالى: "وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا".

والمشهور بها أنها لاتجزم إلا في الشعر، كما نصَّ فيه سيبويه: "وقد جازوا بها في الشعر مضطرين شبهوها بـإن"، ومذهبه فيها أن لا يأتي بعدها إلا فعل ظاهر أو متعدٍ، فالظاهر في مثل قوله تعالى: "إِذَا جَآءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ"، والمقدّر في قوله تعالى: "إِذَا السَّمَاء انشَقَّتْ"، وهو المشهــور عنده، ونقل السهيلي أن سيبويه أجـــــاز الابتداء بعد (إذا).

وأشار كثيرٌ من النحاة إلى أن ناصب (إذا) هو الجواب، لا الشرط، ويمكن إن تأتي مفعولاً به، ومجرورة بحتى، ويمكن دخول الفاء عليها (ضمن جملتها).

وتحتاج (إذا) إلى جملتين، جملة شرط تقع بعدها مباشرة، إذ يكون فعلها ماضياً، وقد يكون مضارعاً، وتكون في محل جر مضاف إليه، والى جملة جواب تكون منصوبة بعدها، كقوله تعالى: "إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ" ، أمَّا إذا وقع الماضي بعدها في جملة الشرط أو جوابه فيكون دالاً على المستقبل مالم يدلُّ عليه دليل.

من دخول الفاء في جملة جواب الشرط, قول الشاعر:

إذا سَقَى حَلَبٌ مِنْ مُزْنِ غَادِيَةٍ أَرْضاً فَخُصَّتْ بِأَوْفَى قَطْرِهِ حَلَبُ

اقترن جواب (إذا) الشرطية ب(الفاء), فدخلت الفاء على فعل ماضٍ, وقوله:

لا رأي لي في جيادِ الخيلِ أَرْكَبُها إذا نهضتُ فعزمي خيرُ مركوبِ

دخلت الفاء على جملة جواب الشرط (عزمي خيرُ مركوب).

وأمَّا قوله:

إذا ما رأت عيني جمالك مقبلاً وحقك يا روحي سكرت بلا شرب

جاءت (ما) بعد (إذا) الشرطية, و(ما) هي زائدة للتوكيد, تأتي بعد إذا أو أي من أدوات الشرط الأخرى.

2-(لو):

وهي من حروف الشرط غير الجازمة, وتدخل على جملتين الأولى شرط والثانية جزاء, مثل: لو جئتني لأكرمتك, فهي للماضي وان كان يدلّ على المستقبل, إذ زعم الفراء أنها تستعمل في الاستقبال .

وتكون (لو) امتناعية, وتعني بأنها حرف يدلُّ على تعليق فعل بفعلٍ فيما مضى, فلا بد من حصول الشرط وجوابه, ويلزمُ في كون شرطها محكوماً بامتناعه لكان الجواب كذلك, وان لم تكن لغير التعليق في المعنى, وتكون للإيجاب, عند ذلك فأنها تخرجُ عن معناها, وأمَّا جواب الشرط فيها فلا يلزم كونه ممتنعاً على كل تقدير؛ لأنه قد يكون ثانياً مع امتناع الشرط فيه , وبذلك تسمى حرف امتناع لامتناع؛ أي امتناع وقوع الجزاء لامتناع الشرط, مثل: لو زرتني لأكرمتك .

وتكون لو شرطية, فعندها يُقلب معناها إلى المستقبل, كما في قوله تعالى: "وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفهمْ ذُرِّيَّة ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ", وتكون للماضي مثل: لو قامَ زيدٌ لقمت, وفسرها سيبويه بأنها حرف لما كان سيقع لوقوع غيره, وفسرها غيره بأنها حرف امتناع لامتناع وهي الأشهر.

وهي حرف شرط قد تكون بمعنى"إنْ" هي حينئذ لا تفيد الامتناع, وإنما هي لربط الجواب بالشرط, مثل (كان), إلّا أنها غير جازمة فلا عمل لها, وغالباً ما يأتي بعدها فعل مستقبل معنى لا صيغة, أو معنى وصيغة .

ففي (لو) مجموعة عبارات, اختلف النحاة في معناها, حتى قيل إنَّهم لم يفهموا لها معنى, فسيبويه عَبَّر عنها كما سبق بأنها حرف لما كان سيقع لوقوع غيره, فكأنه أشار إلى أنها تقتضي فعلاً امتنع لامتناع ما كان يثبت لثبوته, أمَّا المعربون فقالوا هي حرف امتناع لامتناع أي أنها تدلُّ على امتناع الشيء لامتناع غيره, وكما قال أبو حيان بان (لو) عند سيبويه لها منطوق ومفهوم كما في (إن) التي لها منطوق ومفهوم, وقيل حرف امتناع لامتناع وان كان بعدها مثبتان وإلا بان كان بعدها منفيان فهو حرف وجود لوجود, أو إن كان الأول منفياً والثاني مثبتاً فحرف وجود لامتناع, وعكسه امتناع لوجود.

منها ما يقول:

لَوْ أَنْكَرَتْني بُيُوتُ الحيِّ لاعتَرَفَتْ مواطئُ العِيس لي في ربعها اليَبَبِ

فـ(لو) أداة شرط غير جازمة, واقترن جوابها باللام(لاعترفت), وجاءت اللام لتأكيد الارتباط بين الجملتين, ويقول الشاعر:

عَهِدْتُ لَدَيْهِمُ خُلُقاً جميلا وَقَدْ غَضِبُوا وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا

اقترن جواب (لو) باللام التي للتوكيد, ويقول الشاعر:

ولو وضعتَ على الهنديّ سطوتهُ طاحَتْ رُؤوسُ الأَعَادِيَ وَهْوَ ما ضَرَبَا

إذ جاءت (لو) بمعنى (إن), فيمكن أن نقول: إن وضعت على الهندي سطوته, كما في قوله تعالى: "وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ", إذ وردت (لو) بمعنى (إن) , وكذلك قوله:

لو أردتَ الوصالَ ما صدَّكَ الوا شِي وَلاَ رَدّ عَزْمَكَ العُذَّالُ

وردت (لو) بمعنى (إن)- إن أردت الوصال- مع وجود النفي في جملتها ووجود النفي قليل معها, (قلت) وهو وهو فعلٌ ماضٍ, وجوابها (قلت) وهو ماضٍ أيضا.

3-(لولا):

هو حرف امتناع لوجود, أي امتناع شيء بسبب وجود غيره, وهو متضمنُ معنى الشرط, إذ يدلّ على امتناع الجواب لامتناع الشرط, مثل: لولا زيدٌ لأكرمتك, أي لولا وجود زيد لأكرمتك .

وهي تدخل على المبتدأ والخبر, إذ إنَّ الخبر محذوف وجوباً في أكثر تراكيبها, مثل: (لولا رحمة الله لهلك الناس), وأصل الجملة: لولا رحمة الله حاصلة أو موجودة, وتدخل على جملة جوابها اللام, مثل قوله تعالى: "وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ لَمَسَّكُمْ", وحذف اللام يكون قليلاً في الكلام, أمَّا في الشعر فيكثر.

و(لولا) اسم مركّب من (لو) و(ما) معاً, والأصل هو عدم التركيب, فلو حُذفت منها (لا) انقلب المعنى فصار الشيء في (لو) واجب لحصوله ووقوعه؛ لوقوع ماقبله.

واختلف النحاة في الاسم الواقع بعد (لولا), إذ ذهب الكوفيون إلى أنه ليس بمبتدأ, أمَّا عند الكسائي: فهو مرفوع بفعل مقدر يكون تقديره: لولا وجد زيد, وقال بعضهم: يرفع ب(لولا)؛ لأنها تناب مناب (لو لم يوجد), وهو ما حَكاهُ الفراء عن بعضهم, ورده بقولك: (لولا زيدٌ لاعمرو لأتيتك), إذ لا يعطف بـ(لا) بعد النفي, وقال الفراء: هو مرفوع ب(لولا) نفسها, لا لأنها نابت مناب (لو لم يوجد), أمَّا الكوفيون فعلى تقدير فعل, نابت (لا) منابه, كقوله تعالى: "لَوْلا أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ", أي: لو انعدمتم .

منها ما يقول:

لَوْلاَ مُدامَةُ رِيقِهِ مَا مَالَ سُكْراً قَدُّهُ

إذ جاء جواب (لولا) غير مقرون باللام و وهو ماضٍ منفي ب(ما), وجوابها هو (مامال), وقوله:

لَوْلاَ النُّهَى وَظُنون الكاشِحين بِنا لَكانَ وِرْدُ الهَوى ما عنهُ لي صدرُ

(لولا) أداة شرط غير جازمة, لها جملة شرط وجواب شرط, فجوابها هنا مقرون باللام, وهو فعل ماضٍ مثبت, ومنه قوله:

لَوْلاَ الضُّلوعُ –عَدِمْتَهُنَّ- مَنَعْنَنِي لَجَعَلْتُهَا بِالضَّمِ تَحْتَ ضُلُوعِي

ف(لولا) اقترن جوابها باللام, وهو ماضٍ مثبت, وقول الشاعر:

من الأسنَّةِ في أطرافها سنةٌ لَوْلا النَّضَارَةُ قُلْنَا إنَّهَا ذَبلُ

حذفت اللام من جواب (لولا), وهو لضرورة, فاصلها: لقلنا إنَّها ذبل.

4-(لمَّا):

أداة شرط غير جازمة, ويُسمى حرف وجود لوجود, أو ما يُسمى بحرف وجوب لوجوب, فهو يحتاج إلى متعلق والى جملتين غالباً .

وتكون بمعنى (حين), وهذا ما أشار إليه كل من ابن السراج والفارسي وابن جني إذ قالوا بأنها ظرف وتعني (حين), ومذهب سيبويه وابن خروف أنها حرف, والعامل فيها على الظرفية جوابها ويكون فعلاً ماضياً, كقوله تعالى: "فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرّ أَعْرَضْتُمْ", وأجازها ابن عصفور بكونها مضارعاً, كقوله تعالى: "فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيم الرَّوْع وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلنَا", أو تكون جملة اسمية مقرونة بالفاء أو تكون مقرونة بإذا الفجائية, كقوله تعالى: "فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِد", وقوله تعالى: "فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ", فالأولى في قوله اقترنت بالفاء, وفي الآية الثانية اقترنت ب(إذا), ووردت (لمَّا) منها قول الشاعر:

ما صدَّ عني في الغرامِ فديتهُ لمَّا بذلتُ لهُ دمي فتمَنَّعا

ورد في جواب (لمَّا) الفاء, فأصبحت مقترنة بها, وقوله:

لَمَّا رَمَيْتُم سِهَامَ البَيْنِ عَنْ مَلَلٍ صَيَّرْتُمُوا كُلَّ قَلْبٍ في الهَوَى غَرَضا

(لمَّا) أداة شرط غير جازمة وهي ظرف مبني على السكون في محل نصب, له جملة شرط فعلها ماضٍ (رميتم), وجواب شرط ماضٍ, وقوله:

خَافَتْ مِنَ الرُّقَبَاءِ يَوْمَ وَدَاعِي لَمَّا دَعَا بِنَوى الأَحِبَّةِ دَاعِ

(لمَّا) شرطية غير جازمة, وفعل الشرط (دعا) وهو ماضٍ, وجواب الشرط محذوف؛ لأنه سبقه كلام يدل على الجواب أي إنه لما دعا... خافت.







رائج



مختارات