المذاكرة فن يقود الطالب إلى النجاح والتفوق، ولهذا الفن شروط وضوابط على الطالب أن يلتزم بها ليحقق ما يصبوا إليه من تطلعات وتحقيق أهدافه. وفي مقدمتها الرغبة والدافع، فلا يكفي الذكاء لتحقيق النجاح ما لم تتوفر الرغبة في العمل حيث تتذلل جميع الصعوبات كما أنها تساعد الطالب على التركيز ويكون الاندفاع اكبر لحفظ وفهم المعلومة، هذا ما يؤكده خبراء التربية والتعليم من أن رغبة الطالب في شيء سيندفع إليه لا شعوريا وينتبه إليه بدقة أكثر فلا مذاكرة فعالة بدون رغبة واندفاع.
إلا إننا نجد أن كثيراً من الطلبة يشكون من عدم قدرتهم على المذاكرة وجهلهم بطرقها الصحيحة, لذلك رأيت من المناسب- في موقع مرتوى- أن نضع إرشادات عملية وتربوية تقود بإذن الله إلى النجاح والتفوق وتحقيق استذكار جيد وفعّال يقود الطالب إلى النتائج المنشودة، وهذه الإرشادات ما هي إلا خلاصة جهود وتجارب ودراسات علماء النفس والتربية.
تختلف الصعوبات التي تعيق المذاكرة من طالب إلى آخر حسب ظروفه وحياته الاجتماعية والاقتصادية، ولكي يستطيع الطالب أن يدخل في مذاكرة جيدة وبشكل فعال عليه أولا أن يكتشف الصعوبات التي تواجهه وان يحاول التغلب عليها،
وفيما يأتي أهم الصعوبات وأبرزها:
صعوبة في التركيز الثناء القراءة، فيهدر وقته بالانتقال من درس أو موضوع إلى آخر دون أن يذاكر شيئا.
عدم تنظيم الوقت بشكل جيد , بحيث ينتج عن ذلك تراكم الدروس وبالتالي لا يستطيع أن ينجز عمله.
عدم رغبته لبعض الدروس وكراهيته لها.
تأثير أصدقاء السوء، إذ أنهم يساهمون في إضاعة وقته في اللعب واللهو دون حرص أو مسؤولية.
تأثير الانترنت والتلفاز لما يحتويان من وسائل اللهو واللعب الكثيرة.
تلعب المشاكل الأسرية والعاطفية دوراً سلبياً في قلق وتوتر الطالب مما يتشتت ذهنه وتضعف قدرته على المذاكرة والتقدم في دراسته.
لكي تتحقق المذاكرة الجيدة يجب أن تمر بمراحل أربع هي:
القراءة الإجمالية للدرس.
القراءة التفصيلية.
التسميع.
المراجعة.
القراءة الإجمالية للدرس
تبدأ المذاكرة بقراءة عامة بشكل إجمالي وسريع بهدف الإلمام بمحتويات الموضوع، وحسب الآلية الآتية:
تقسيم الدرس إلى عناوين كبيرة، وكل عنوان يقسم بدوره إلى عناوين فرعية ثم حفظها لتصبح لدى الطالب صورة إجمالية عامة عن الدرس وبالتالي يتحقق الترابط بين أجزاء الموضوع.
يبدأ بقراءة سريعة قبل الشروع بدراسته تفصيليا فهو أمر يساعد على الحفظ السريع والقدرة على التركيز أكثر.
دراسة الرسوم التوضيحية والمخططات والجداول، وان يحاول الإجابة على بعض التدريبات حول الدرس.
مثال: طالب أراد مذاكرة موضوع الاتزان الكيميائي ولمدة ساعة ونصف.
الخطوة الأولى: تقسيم الموضوع قيد الدراسة إلى عناوين كبيرة.
التفاعلات الانعكاسية وغير الانعكاسية.
ثابت الاتزان.
التفاعلات المتجانسة وغير المتجانسة.
أهمية تطبيق علاقة ثابت الاتزان على التفاعلات الانعكاسية.
الخطوة الثانية: كل عنوان رئيسي يقسم إلى عناوين فرعية.
تعاريف وامثلة.
تعريف واشتقاق رسم توضيحي.
تعاريف وأنواع التفاعلات.
امثلة تطبيقية.
الخطوة الثالثة: قراءة سريعة للموضوعات لكل فرع ثانوي.
إن المذاكرة الفعالة تتطلب من الطالب الفهم والحفظ لأي درس وتتباين أولوية احدهما على الآخر حسب طبيعة ونوع الموضوع فهناك بعض المواضيع يتطلب فهمها أولا ثم بعد ذلك حفظها وهناك من المواضيع تكون للحفظ أولوية، إلا انه من المؤكد أن يحفظ الطالب المعلومات التي سوف يضعها في كراسة الامتحان، فالطالب الذي يعتمد على الفهم دون الحفظ ربما يفشل.
هو كتابة النقاط الرئيسية والقوانين والرسوم التوضيحية وبياناتها إلى غير ذلك من التفاصيل . ثم الرجوع إلى الكتاب للتأكد من صحة المعلومات. وعند الكتابة أن لا يهتم الطالب بخطه أو ترتيبه أو تنظيمه إنما يكتب بسرعة وخط كبير.
للمراجعة أهمية كبيرة في تثبيت المعلومات ومن ثم سهولة استرجاعها مرة ثانية حين يسأل فيها الطالب . كما ان مراجعة المواضيع السابقة بشكل منتظم يساعد الطالب على فهم ما يستجد منها وبوقت اقل من سابقاتها.
يفضل تقسيم الدروس إلى مراحل، ولا يحاول الطالب مراجعتها دفعة واحدة.
تصفح العناوين الكبيرة أولاً ثم العناوين الفرعية، مع محاولة تذكر النقاط الهامة.
حاول كتابة النقاط الرئيسية فى الدرس والقوانين والمعادلات والقواعد وما شابهها.
أجب عن بعض الأسئلة الشاملة، ويفضل أن تكون من أسئلة الامتحانات السابق.
يمكن أن تكون المراجعة فى صورة جماعية من خلال طرح أسئلة والإجابة عليها مع بعض الزملاء مما يزيد من حماسك وقدرتك على التذكر والاسترجاع.
من الأخطاء التي يقع فيها الطلبة هو انهم يراجعون دروسهم في آخر العام أو قبل الامتحانات فقط. إن المراجعة من أول العام الدراسي مهمة جدا للتأكد من تثبيت المعلومات والقدرة على تذكرها لذلك يستوجب مراجعة مادتين او ثلاث خلال الأسبوع بحيث يستمل الطالب مراجعة جميع المواضيع خلال شهر. ويفضل تخصيص يومي الجمعة والسبت للمراجعة .
لا تكثر من المنبهات ولا تتناول الأدوية المسهرة فهى تضرك أكثر مما تفيدك.
أعد أدواتك كل ليلة طبقاً لامتحان الغد. وخذ قسطاً كافياً من النوم قبل الامتحان لترتاح جسمياً ونفسياً وذهنياً وتركز فى الامتحان.
بكر فى الذهاب إلى مركزالامتحان، وقد أخذت ما يلزمك من أدوات، ، وأدخل الامتحان مستريح الجسم ، مطمئن النفس، واثقاً من النجاح.
اقرأ ورقة الأسئلة كلها جيداً بإمعان وهدوء ولا تتعجل فى الإجابة،ولا تتردد عند الإجابة أو الاختيار حتى لا يضيع وقتك.
قسم زمن الإجابة بين الأسئلة المطلوب الإجابة عليها، واترك بعض الوقت للمراجعة، ولا تغادر قاعةالامتحان قبل انتهاء الوقت.
اترك فراغاً بعد إجابتك عن كل سؤال فربما تحتاج إلى زيادة شيئاً ما عند المراجعة.
ابدأ بالإجابة عن الأسئلة السهلة، وتأكد من الأسئلة الإجبارية ان وجدت والاختيارية.
يفضل أن تكتب مسودة للإجابة، وتأكد أن المصحح يرجع إليها أحياناً ويحتسب لك درجاتها.
حدد المطلوب من السؤال بالضبط، وأجب على قدره، ورتب إجابتك فى شكل عناصر وفقرات.
إذا تذكرت نقطة متعلقة بسؤال آخر وأنت تجيب فسارع بكتابتها فى المسودة قبل أن تنساها.
لا تترك أى سؤال مطلوب منك إجابته دون أن تكتب فيه، وإذا لم تستطع الإجابة عن السؤال كله فأجب عن الجزء الذى تعرفه منه،فإن ذلك يحتسب لك فى الدرجات.
لا تخرج من قاعة الامتحان قبل أن تراجع إجاباتك فربما تكون قد نسيت شيئاً أو تتذكر شيئاً جديداً تضيفه للإجابة
اعتمد على نفسك ولا تحاول الغش، فمن غشنا ليس منا ، كما أن محاولاتك للغش تزيد من توترك واضطرابك، وتشتت أفكارك، وتعرضك لإلغاء امتحانك والرسوب فأحذر أن تضيع نفسك.
تذكر أن وضوح خطك ونظافة دفتر (كراسة) الإجابة، وحسن تنظيم الإجابات وعرضها من أهم عوامل النجاح والتفوق.
ملاحظة: هذه الدراسة من إعداد الأستاذ جابر اليوسف، ولن يسمح بإعادة نسخها لمواقع الكترونية أخرى من دون اذن خطي مسبق من إدارة مرتوى.