التدريس بواسطة العصف الذهني


الكاتب: جابر اليوسف -

التدريس بواسطة العصف الذهني

التدريس بطريقة العصف الذهني (Brainstorming)

يقصد بطرائق التدريس بأنها الكيفية التي ينظم بها المدرس او المعلم المواقف التعليمية واستخدامه للوسائل والأنشطة المتنوعة وفقا لخطوات منظمة بهدف اكساب الطلبة المعرفة والمهارات المرغوبة.

وتختلف طرائق التدريس وتنوعها تبعا الى اختلاف النظرة الى طبيعة العملية التعليمة فبعد ان كانت تعتمد على اللفظ والتسميع اتسعت لتشمل المستويات الإدراكية المعرفية. فلم تعد الأساليب التقليدية في التدريس تلائم الحياة المعاصرة، لذلك ظهرت نظريات تربوية عديدة تساعد على اكتساب العديد من المهارات العقلية والاجتماعية والحركية. وتتمثل مهمة المدرس الحديث وفقاً للطرق الحالية في إتاحة الفرصة للمتعلمين لتحصيل المعرفة بأنفسهم، والمشاركة بفاعلية في كافة أنشطة التعليم، والإقبال على ذلك برغبة ونشاط حتى يعتادوا الاستقلال في الفكر والعمل والاعتماد على الذات.

تصنيف طرائق التدريس

تصنف طرائق التدريس بناءً على معيار جهدي كل من المدرس والطالب إلي ما يلي:

  • طرائق تدريس قائمه على جهد المدرس (الطريقة الإلقائية) وتتضمن:
    1. طريقة المحاضرة .
    2. طريقة التلخيص.
  • طرائق تدريس قائمة على جهد المدرس والطالب ( الحوارية والكشفية ) وتتضمن:
    1. التعلم التعاوني (العمل في مجموعات)
    2. التدريس المصغر
    3. العروض العلمية
    4. المشروع
    5. المناقشة
    6. العصف الذهني
    7. الاستقراء
    8. التعلم بالتفكير وغيرها من الطرائق.
  • طرائق تدريس قائمة على جهد الطالب وتتضمن :
    1. الحقائب التعليمية
    2. التعليم المبرمج
    3. المجمعات التعليمية
    4. التعلم باستخدام الحاسوب
    5. التعلم الانتقائي
    6. البحوث
    7. الاكتشاف الحر

سنتطرق في عرضناهذا عبر موقع مرتوى الى واحدة من أساليب طرائق التدريس التي تعتمد على جهدي المدرس والطالب وهي طريقة العصف الذهني. والعصف الذهني يعني تحفيز وإثارة العقل البشري حيث هناك مشكلة (موضوع) بحاجة الى حل وهنا ينشأ صراع بين طرفين هما العقل والمشكلة نفسها. وهنا لابد للعقل من حلها من خلال النظر اليها من عدة جوانب ومحاولة الى تطويقها بواسطة الأفكار التي تتولد آنيا وبسرعة اشبه بالعاصفة ومن هنا جاءت تسمية هذا الأسلوب بالعصف الذهني.

وأفضل وصف لما يعنيه العصف الذهني بانه احد أساليب المناقشة الجماعية لعدد من الافراد وتشجيعهم على توليد اكبر عدد ممكن من الأفكار المتنوعة والمبتكرة بشكل عفوي ارتجالي حر وفي مناخ مفتوح غير نقدي لا يحد من اطلاق هذه الأفكار التي تخص حلولا لمشكلة معينة مختارة سابقا ومن ثمة غربلة هذه الأفكار واختيار المناسب منها من خلال جلسة تستغرق وقتا محددا. إن اهم ما يميز هذا الأسلوب من التدريس هو وضع ذهن الطالب في حالة الاثارة والجاهزية للتفكير وفي جميع الاتجاهات لتوليد اكبر قدر ممكن من الأفكار والحلول حول موضوع معين او مشكلة مطروحة في جو يسمح للطلبة بإظهار كل الآراء والأفكار.

إقرأ ايضاً:التدريس الخصوصي حل أم مشكلة

ان أسلوب العصف الذهني يختلف عن الأسلوب التقليدي في حل مشكلة ما فالأسلوب التقليدي غالبا ما يكون قاصرا في التوصل الى حلول ابتكارية لكثير من المشكلات. ويمكن تشبيه أسلوب العصف الذهني بأنه اشبه بمؤتمر يعقد لحل مشكلة ما وكل عضو يدلي برأيه في تعاقب وتناوب ثم اتاحة الفرصة لهم بالمناقشة في نهاية الجلسة. لقد تم توظيف هذا الأسلوب في تطوير وتنمية التفكير الابتكاري للطلاب كما تم الاخذ به كأسلوب من أساليب التدريب في برامج تدريب المعلمين.

خطوات التدريب بأسلوب العصف الذهني

ينبغي على المعلم او المدرس ملما وخبيرا في كيفية تطبيق قواعد أسلوب العصف الذهني قادرا على خلق جو مفتوح للحوار والمناقشة وإثارة الأفكار ويتسم بالبشاشة، وان تختار المجموعة امينا للسر يسجل كل ما يعرض في الجلسة.

ويقوم المدرس بتعريف أسلوب العصف الذهني خاصة عند تطبيقه لأول مرة ثم بعد ذلك يطرح المشكلة وأبعادها للطلبة مستخدما الوسائل التعليمية المتاحة ثم يسمح لهم بمناقشة المشكلة. ويفضل ان تطرح المشكلة بصيغة سؤال فمثلا (ما هي الإجراءات التي تراها مناسبة للحد من تلوث البيئة في المدن الصناعية الكبيرة؟).

يعيد المدرس بالتذكير بالقواعد الأساسية للعصف الذهني وعلى الطلبة الاخذ بها والالتزام بها وأن يكتبها على السبورة او على اللوحة التي تعرض امامهم وهي:

  1. لا يجوز نقد أفكار الاخرين ولا يجوز السخرية من أي طرح مهما كان.
  2. الإفصاح عن الأفكار بحرية تامة وعفوية من دون تردد او تلكؤ مهما يكون نوع تلك الأفكار او مستواها او واقعيتها طالما كانت قريبة ومتصلة بالموضوع قيد الدرس او الحوار.
  3. يحث المجموعة على طرح اكبر كمية ممكنة من الأفكار والرؤى.
  4. يسمح بتقديم إضافات أخرى على الأفكار التي تم طرحها من قبل الاخرين لكن بدون نقدها.
  5. يقوم بتسجيل كل ما يطرحه الطلاب على اللوحة اول بأول دون ان يذكر أسماء الطلاب.
  6. عند توقف الطلاب من طرح المزيد من الأفكار يتوقف بعضا من الوقت ليفسح مجالا للطلاب من التفكير بأفكار أخرى جديدة وقراءة الأفكار المطروحة سابقا. بعد ذلك يسمح لهم بالعودة بطرح أفكارهم الجديدة وإذا لاحظ قلة الأفكار يحاول استثارتهم بطريقة او بأخرى لتوليد مزيد من الأفكار كما هو أيضا يقدم أفكاره أيضا.
  7. بعد ان يتم طرح اكبر كم ممكن من الأفكار يأتي دور تقييم الأفكار المطروحة.

وعادة يتم بطريقين

  • التقييم عن طريق طلاب الفصل.
    1. مراجعة سريعة لقائمة الأفكار والحلول والتأكد من عدم اغفال الاغفال الإبداعية.
    2. استبعاد الأفكار او الحلول التي لا تتسم بالجدية والأصالة والمنفعة والمنطقية في الحل.
    3. اعداد الأفكار او الحلول التي تتسم بالصفات التي تم ذكرها في النقطة (ب ) ثم تعاد المناقشة مرة أخرى لتحديد افضل الحلول.
  • التقييم عن طريق جميع أفراد المجموعة

يقوم المدرس بتزويد كل طالب بقائمة الأفكار والتي تم التوصل اليها عن طريق جلسة العصف الذهني ويطلب من كل طالب اختيار 10% من الأفكار التي يراها افضل الحلول وتسلم للمدرس حيث تعتبر هذه الأفكار او الحلول المميزة بعد ذلك يتم ترتيب الأفكار والحلول حسب افضليتها وتميزها.

محاسن ومزايا طريقة العصف الذهني

  1. لا تحتاج الى تدريب طويل فهي سهلة التطبيق.
  2. لا تتطلب سوى مكان الفصل وسبورة وقلم السبورة وبعض الأوراق والأقلام.
  3. لا تسبب الملل والضجر لدى الطالب.
  4. تساعد الطالب على التفكير الإبداعي او الابتكاري وتنمي عادات التفكير المفيدة.
  5. تنمي لدى الطالب الثقة بالنفس من خلال طرح أفكاره بحرية ومن دون خوف من نقد زملائه كما ينمي لدى الطالب أيضا القدرة على التعبير في حرية.
  6. يؤدي الى ظهور أفكار إبداعية جديدة لحل المشكلة.

مآخذ التدريس بالعصف الذهني

  1. اعتماده على قيام أعضاء المجموعة بطرح أفكارهم بسرعة وعفوية وهذا ربما يحدد من فعالية ونشاط الأعضاء للبحث عن حلول اكثر ابتكارية وتميزاً، وبالتالي تكون الحلول المطروحة عادية.
  2. قد تعيق الافراد عن الابداع ضمن المجموعة وتخلق نوع من الاحراج والإحباط.
  3. ضيق الوقت وكبر المجموعة.
  4. قد لا يتمكن البعض من افراد المجموعة من التخلص من عقدة الخوف من النقد.
  5. نشر الأفكار مما قد يشتت التفكير.






رائج



مختارات